كآبة شديدة كما تقول الرواية . وليس في ذلك ما يرتبط بإمامة علي ( ع ) ، بل هو مجرد سؤال . أوردها إيراداً لا اعتقاداً ومن الطريف أن يكون السيد مرتضى إنما أورد هذه الرواية إيراداً ، ليستشهد بجزءٍ منها ولم يصرح بأنه يعتقد بجميع مضمونها ، ومع هذا حمل عليه الكاتب الشجاع هذه الحملة الشعواء ، طعناً وتنديداً ، فماذا تراه سيفعل بسيف عدله ! ورمح انصافه ! مع الذي يصرح بتبني هذه الأمور التي يمكن معها قبول هذه الرواية مع ما هي عليه ، لأنها لا تتنافى مع وجهة نظره ! في علم الأئمة ( ع ) وسهوهم ونسيانهم . على أن سماحته يذكر ما هو مشابه لذلك في نشرة بينات ( رقم 27 ) : حيث يقول : كان الحسن ( ع ) يحضر مجلس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسلَّم وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي بعد أن يبينه للناس ، فيحفظه فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه ، وكان كلما دخل عليها علي ( ع ) وجد عندها علماً بالتنزيل - وهي لم تكن حاضرة في المسجد - فيسألها عن ذلك ؟ تقول : من ولدك الحسن . فها هي الزهراء ( ع ) تتعلم من ولدها ، ولم يكن الحسن ( ع ) إماماً آنذاك ، ومع ضم هذه إلى الرواية السابقة ، فلا مانع عند السيد فضل الله أن يتعلم علي ( ع ) من ولده الحسن ( ع ) ، لأن الحسن ( ع ) كان يعلم الزهراء ( ع ) ، وهي كانت بدورها ( ع ) تعلم علياً ( ع ) ، إلا إذا كانت باؤه تجر ، وباء غيره لا تجر . وقبل أن نختم نعلم الكاتب بلزوم مراجعته لكتاب النكاح ( ج 1 ص 89 - 90 ) ، حيث لم يجزم السيد فضل اللَّه ببطلان حديث آخر مشابه جداً لهذا الحديث في مضمونه ، الذي يعترض به على السيد جعفر مرتضى .