الحقيقة الدينية . . وأمقت الناس ومع هذا الحشد من الروايات ، ولزوم مراعاة المقولة المتقدمة عن السيد فضل الله ، يثبت كون هذا المعنى حقيقة من الحقائق الدينية ، يجب على المطلع أن يدين اللَّه بها ، كما هو الحال في كل ما يثبت بالحجة الشرعية المعتبرة الموافقة للعقل والنقل ، وبعد هذا يطالعنا الكاتب ليقول : لا ندري ما هي الكرامة التي يريد المؤلف ( السيد مرتضى ) أن ينسبها إلى السيدة الزهراء ( ع ) ؟ إلى أن يقول متهكماً ( ص 100 ) : إن المرأة بعد سن اليأس تصبح فاضلة وذات كرامة ؟ وهذا تكذيب فاضح للروايات الشريفة ، وفاعله من أمقت الناس إلى أهل البيت ( ع ) . روى في كتاب الكافي الشريف عن الإمام الباقر ( ع ) قوله : « واللَّه إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا ، وإن أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا ، فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفَّر من دان به ، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند ، فيكون بذلك خارجاً عن ولايتنا » . ومع هذا فقد فات الكاتب أن منع الحائض عن مس القرآن ، وقراءة سور العزائم منه ، وربما غيرها من السور أيضاً ، وقعودها عن الصلاة ، وحرمة دخولها المساجد ، وغير ذلك من أحكام الحيض ، خصوصاً مع ملاحظة أمر النبي ( ص ) بسد كل الأبواب إلى المسجد إلا باب علي ( ع ) ، وجواز دخوله ( ع ) وهو جنب إليه دون غيره من الناس ، إن تنزه الزهراء ( ع ) عن كل ذلك أقرب إلى تطهيرها الوارد في الكتاب العزيز وغيره ، وأقرب إلى