عبارة عن التشكيك بالغيب وبالثقافة الغيبية ، مما يوجب البلبلة في صفوف المؤمنين الذي عرفوا الغيب واحداً من مسلمات الإسلام والإيمان البديهية . تنزه الزهراء ( ع ) عن الطمث والنفاس يقول السيد فضل اللَّه في أجوبة بعض المسائل المؤرخة في ( 8 رجب 1417 ه ) جواب السؤال العاشر : إن لدي مقولة أرددها دائماً ؛ إن كل فكرة ثابتة بالنص الصحيح ، الظاهر في مضمونها بما لا يتنافى مع العقل والقرآن الكريم ، فهي حقيقة ندين اللَّه بها حتى لو قال الناس : إنها ليست كذلك . ولنشرع في هذا الموضوع منطلقين من هذه المقولة . يقول سماحته في الجواب الخامس من الأجوبة المتقدمة : هناك روايات لدى السنة والشيعة إنها ( أي الزهراء ( ع ) ) لم تر دماً ( انتهى ) . وهي مجموعة كبيرة من النصوص ، وفيها صحيح السند ، أورد أربعاً وعشرين رواية منها سماحة السيد جعفر مرتضى في كتاب مأساة الزهراء . أما من حيث الدلالة ، فلا إشكال في دلالة الكثير من هذه الروايات ، على أن فاطمة ( ع ) لم تكن تر الدم ، وهذا أمر واضح لا لبس فيه ، وبناءً على مقولة السيد فضل الله التي تقدم أنه يكررها دائماً ، نقول : ( ونأمل من سماحته ومعه الكاتب أن يقول ذلك أيضاً ) : إن قضية تنزه الزهراء ( ع ) عن الطمث ومهما كانت هامشية [1] حقيقة ندين اللَّه تعالى بها ، حتى لو قال الناس إنها
[1] نلفت النظر إلى احتمال قيام بعض الناس بتهميش الموضوع الذي نتحدث عنه ، ونحن وإن كنا نُقرَّ بأن هناك مواضيع أكثر أهمية من ذلك ، ولكننا ننظر إلى هذه المسألة من منظار لزوم التسليم ، والاعتقاد بالأمور الواردة عن الأنبياء والأئمة ( ع ) على ما هي عليه ، ولزوم عدم المبادرة إلى الطعن والتشكيك على فرض عدم التحقق من ثبوت هذا الأمر ، وينسحب هذا الكلام على كل القضايا التي يُشَك فيها عند عدم المراجعة إلى الأدلة أو إلى أهل الخبرة .