وقد ذكرنا في ختام الحديث الذي يشير إليه السائل أن اللَّه أعطى لفاطمة ( ع ) لطفاً منه إلخ . إذ لم يكن الكلام كما عرفت عن فاطمة ( ع ) ، ولا عن غيرها سوى مريم ( ع ) ، وذلك في سياق قوله : مع ملاحظة أن اللَّه سبحانه وتعالى تحدث عن اصطفاء واحدة من النساء ، وهي مريم ( ع ) . فاطمة ( ع ) مطهرة أيضاً ومن هنا يتجه السؤال إلى سماحته حول السبب الداعي إلى تخصيص مريم ( ع ) بحديث الاصطفاء في القرآن ؟ أو ليست الزهراء أيضاً ممن أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، أو لم تكن الملائكة تناديها كما كانت تنادي مريم ( ع ) : يا فاطمة إن اللَّه اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ؟ فأي وجه هو الذي اقتضى من سماحته ، تخصيص مريم ( ع ) بالاصطفاء دون فاطمة ( ع ) في حديثه عن اللطف - لو فرض وسلمنا أنه بمعنى العصمة - الذي أعطاه اللَّه لبعض النسوة . وبعض الإغماض عن كل هذا نتوجه إلى السيد فضل اللَّه بالسؤال ، فنقول : كيف يجتمع قوله : ( إن أخلاقياتها وعناصر العظمة فيه كانت باختيارها ) ، هذا من جهة ، مع قوله الآخر في نفس الردود المتقدمة على أجوبة آية اللَّه العظمى التبريزي ، حيث يصرِّح : إن الطاعة تصدر من المعصوم بإرادته وقصده ، ولكن اللَّه يمنعه عن المعصية بلطفه . وكيف تكون العصمة اختيارية ، مع أنه يصرح في أكثر من مورد بأن العصمة تكوينية ( حديث عاشوراء ص 102 ) و ( الندوة ص 375 ) و ( فقه الحياة ص 267 وما بعده ) .