نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 56
التي يجب أن نحاربها ونجتثّها من المجتمع . وعندما نردّ على نظرية مّا لا يعني أنّنا ننسف النظرية التي نردّ عليها ردّاً نسفياً ينسفها من الأساس ، وقد تكون فيها جوانب إيجابية ، ونحن نرحّب بالنوازع الفطرية التي أصابها بعض الانحراف ، ونحاول أن نهذّب الانحراف فيها ، وأن نرجعها إلى أُصولها الفطرية النقيّة ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) قد علّمونا أن ننفتح على جميع الآراء . كما نرى أنّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) يناقش عبد الكريم بن أبي العوجاء وغيره من المنحرفين فكرياً ( 1 ) ، أمّا بقية أئمة المذاهب الأُخرى لو دخل عليهم داخل وأثار إثارات وإشكالات غامضة فإنّهم يطردونه ويتّهمونه بالزندقة ، كما ينقل أبو نعيم الإصفهاني في ترجمة مالك ( 2 ) بينما الإمام الصادق ( عليه السلام ) كان لا يستعمل معهم هذا الأُسلوب ، وهذه الإثارات قد تفتح ذهن الإنسان على حقّانية الدين . الجواب الثاني : الباحث العلمي في شتّى حقول المعرفة يبحث عن الحقائق والمعادلات الثابتة ، وليست النتائج المتغيّرة ، فالفيزيائي عندما يبحث عن قانون لحساب السرعة في مجال معيّن ، هل يبحث عن قانون يتبدّل أم قانون ثابت ؟ طبعاً قانون ثابت . نحن لا ننكر وجود الجانب المتغيّر ، ولكن نقول : إنّ الباحث في شتّى المجالات لا يستطيع أن يتنكّر للجانب الثابت في حياة الإنسان ، وهذه الجوانب الثابتة هي المهيمنة على كلّ المتغيّرات