responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 395


أمر لزمك فيه عهد الله إلى طلب انفساخه بغير الحق ، فإنّ صبرك على ضيق أمر ترجو انفراجه وفضل عاقبته ، خير من غدر تخاف تبعته " ( 1 ) ، ومن المعلوم أنّ الحروب تنشأ من نكث العهود ، فإذا فقدت الثقة بين الدول ظهر التزلزل الأمني والمباغتة العسكرية ، وهذا أيضاً بين الدول وشعوبها ، وبين أبناء الشعب الواحد ، والأمن أهم شيء بالنسبة للإنسان في النظام الاجتماعي والنظام الدولي ، ولا يستتب الأمن إلاّ عندما تثبت الثقة بين الأطراف ، والثقة تحدث بالوفاء بالعهد ، فعندما يوقّع شخص شيئاً ثمّ بعد أسابيع ينكث هذا العهد الذي أعطاه فماذا تكون النتيجة ؟
وانظر إلى هذه الأصول التي ذكرها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وما نادى به سيد الشهداء ( عليه السلام ) ، لا سيّما في المحور الأوّل ، في أهداف النظام الاجتماعي ومراعاة مصلحة العامّة على حساب مصلحة الخاصّة ، وما الذي أجهض النصر المادي للحسين ( عليه السلام ) ؟ وإن كان الفتح قد تحقق للحسين ( عليه السلام ) ; لأنّه فتح الأعراف وفتح السنن الاجتماعية وفتح العقول ، فلم يسمح لبني أمية أن يربّوا الناس على النهج الإقطاعي ، وفجّر نور الأمل في الطبقات المحرومة ، واستطاع عن طريق الإباء والصبر والمثابرة أن يحقق العدل في النظام الاجتماعي فقال : " ربّي إن تكن حبست عنّا النصر . . . " ( 2 ) فالإمام الحسين ( عليه السلام ) حقق الفتح حتّى ولو لم يحقق النصر ، وهناك فرق بين الفتح والنصر في المصطلح القرآني : * ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) * ( 3 ) ، فالفتح شيءٌ غير النصر ، وكذلك في سورة الفتح : * ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) * ( 4 ) ، مع أنّ


1 - نهج البلاغة ، رسائل أمير المؤمنين ، رقم 53 . 2 - الكامل في التاريخ 4 : 75 . 3 - النصر ( 110 ) : 1 . 4 - الفتح ( 48 ) : 1 .

395

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست