نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 385
محدّث ولا مرتاض ولا عارف ولا صوفي ولا سياسي ولا داهية ولا اقتصادي فالآية حصرت وقالت : * ( لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) * ، أي : لا يمسّه إلاّ أهل آية التطهير ( 1 ) ، ذلك الكتاب تبيان لكلّ شيء ، وأمّا المصحف الذي بين أيدينا فهو وجود من وجودات القرآن ، ويسمّى تنزيل القرآن ، وذاك حقيقة القرآن . الرازي ، الشهيد المذكور في الآية لابدّ أن يكون معصوماً وفي الكلام عن الآية 89 من سورة النحل ، يقول الفخر الرازي - وهو من علماء العامة ، وكان متكلّماً ، وإلى حدّ مّا فيلسوفاً ذا باع وإحاطة ، ويعتبر تفسيره من أبرز تفاسير مذهب العامّة في آفاق الأُمور الفكرية والرؤى المعرفيّة ، عندما يصل إلى هذه الآية الكريمة : * ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً ) * ( 2 ) من هو هذا الشهيد ؟ والأُمّة أيّ أُمّة ؟ والأُمّة في اللغة هي الجماعة التي تعيش في كلّ مائة عام ، يعني : هناك شهيد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الأُمَّة الإسلامية على هذه الأُمّة يشهد عليهم أعمالهم ، فيقول الفخر الرازي : من غير المعقول أن يكون هذا الشاهد على الأُمّة يرتكب الخطأ أو الزلل أو يمكن صدور الخطأ والزلل منه ، ولا بدّ أن يمتنع عليه الخطأ والزلل ، وإلاّ فكيف يكون شهيداً ؟ فمن باب أولى أن يكون مشهوداً عليه إذا كان من الذين يخطؤون ويزلّون ، فمقام الشهادة والإشراف على كلّ الأُمّة في كلّ قرن لابدّ فيه من العصمة في مقام الشهادة والشهيد ، ولكنّه بعد أن يقرّ بهذه المقدّمة ، يقول : ربّما يكون هذا الشهيد هو الإجماع ( 3 ) ، بدلا من الإقرار بوجود الإمام المهدي المنتظر ( عجّل اللّه فرجه