نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 32
من خلافها أن يبرّر ما تنتقده أنت . ولهذه النظرية ثمارٌ إيجابية ومهمّة جدّاً وإن لم تكن جميع هذه الثمار إيجابية إلاّ أنّ بعضها مفيد ونافع ، وهذه النظرية معترف بها في المحافل الأكاديمية والبحوث الجامعية والعلوم الإنسانية . وتقول هذه النظرية : إنَّ المعنى هو وليد ذهن القارئ والسامع وليس وليد ذهن المتكلّم والكاتب ، وبناءً على هذا فمن حق الإنسان أن يُعدِّد القراءات للنص الواحد ، فمثلا : قراءة التوراة والإنجيل والقرآن أو قراءة قانون معيّن أو قراءة الدستور نجد في كلّ هذه الأُمور جدلا سياسياً وقانونياً محتدماً في تفسير النص بين الأحزاب والمجموعات في البلد الواحد - فضلا عن الدول المختلفة - وكلّ منها يدّعي الوصل بليلى ، ويجرّ النار إلى قرصه ، ويدّعي أنّه على حق ، ويفسّر النص ، ويقرأه حسب ما يتطابق مع مصالحه ومشتهياته . الأثر الإيجابي للمدرسة الهرمونطيقية على النقد الأدبي وظيفة الناقد الأدبي هي تحليل النص الأدبي بتوسّط علوم اللغة ، وطبعاً لا يقتصر على المفردات ، وإنّما يشمل النحو والصرف والبلاغة والاشتقاق اللغوي وغيرها ، سواءً كان هذا النقد في اللغة العربية أم غيرها . ويستطيع الناقد الأدبي أن يستخرج من قصيدة شعرية أو نص نثري في زمان غابر - العصر الجاهلي على سبيل المثال - البيئة الجغرافية التي كان الشاعر يعيش فيها ، والجو النفسي والمحيط الاجتماعي والنظام السياسي والعادات والتقاليد في ذلك المجتمع ، والنظام الأُسري فيه والحقائق التاريخية وغيرها ، ومن هذا العمل يستطيع الناقد الأدبي أن يخدم علوماً عديدة ، ويقدّم لها معلومات مفيدة في هذا المجال ، كلّ هذا يتمّ من خلال التحليل الأدبي الذي يقوم به الناقد ، ووظيفة هذا
32
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 32