نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 197
اجتماعي وسبق اعتقادي ، وهو وجود أدب الرثاء والندبة والعزاء في القرآن الكريم ، وللأسف لم يثر مفسّروا الإمامية هذا الباب ، وهو باب أدب الرثاء ، مع أنّ القرآن الكريم يحمل الأُسلوب الرثائي بطريقة عاطفيّة جيّاشة ، وهذا الباب - أدب الرثاء - يقف إلى جانب أدب الحكم والمواعظ والأمثال والوعيد والبشارة . والرثاء في القرآن الكريم بأُسلوب عاطفي جيّاش يهدف إلى إيصال المستمع للقرآن إلى التضامن مع المظلوم ، والتنديد بالظلم والظالمين ، ولو حلّلنا سورة البروج في موضوع أصحاب الأُخدود ، وحلّلنا قصّة هابيل وقابيل لرأينا أنّها في منتهى الإثارة العاطفيّة للقارئ ، وهذا ليس أدب رثاء فقط ، ولكن كل ختمة نختمها من القرآن الكريم تنطوي على العديد من المراثي والندب ، وهذا مطلب قرآني يهدف إلى فتح الملفّات التاريخية ، ومن الملفّات التي فتحها القرآن الكريم الملفّات التاريخية المتعلّقة بالنبي وأصحابه ، فنرى أنّ القرآن الكريم يفتح هذه الملفّات ويصنّف المحيطين بالنبي ، ويصفهم بأوصاف إيجابية وسلبية بدرجات مختلفة ، فيصف بعضهم بالمنافقين والمرجفين في المدينة ( 1 ) والمعوّقين والمبطئين والمتخلّفين ( 2 ) ، كما أنّ هناك أوصافاً إيجابية تصفهم بأنّهم أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركَّعاً سجَّداً يبتغون فضلا من ربّهم ( 3 ) موقف القرآن الكريم من البدريين الذين كانوا مع النبي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) في هذا العام زرت مكان معركة بدر الكبرى ، والتي تبعد 150 كم عن المدينة المنورة ببركات النبي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وأئمة البقيع ( عليهم السلام ) والبضعة الطاهرة ( عليها السلام ) ، وهناك