نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 121
إسم الكتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية ( عدد الصفحات : 417)
صفين ، حيث كان يقول : " أنا أكره قتالكم قبل الإعذار إليكم " ( 1 ) ، وهذه لا تعني : الكراهة بمعنى أنّ هذا الفعل مكروه شرعاً ، بل هو محرّم ، أي : أُحرّم على نفسي أن أبدأهم بقتال . أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحواره مع حزب الخوارج وفي تعامل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع الخوارج نموذج رائع ، مع أنّهم كانوا تحت سلطته حيث كان الكثير من المحيطين بالإمام علي ( عليه السلام ) يحثّونه على قتال الخوارج وإبادتهم قبل معركة النهروان ، ولكنّه رفض مقاتلتهم إلاّ بعد أن أتمّ الحجة عليهم بالحوار ( 2 ) . وما فعله الإمام ( عليه السلام ) مع الخوارج يصلح لأن يكون أنموذجاً في التعامل مع المعارضة حيث كان الإمام ( عليه السلام ) يعطيهم كل الحقوق المتعلّقة بإبداء الرأي وطرح الفكر ، وهناك دراسات في جامعة الأزهر تحاول أن تغوص غمار هذه التجربة العلوية المباركة مع الحزب المعارض المتمثّل بالخوارج ، ومن المعروف أنّ الخوارج لم يكونوا أفراداً ، بل حزباً سياسياً وأيدلوجياً ، وحتّى هؤلاء الخوارج لم يبدأهم الإمام علي ( عليه السلام ) بالقتال ، ولم يقصِهم أو يقم عليهم الإقامة الجبريّة ، بل فتح لهم باب الحوار على مصراعيه ، ممّا جعل الخوارج يفتحون الجبهة الإعلامية بشكل قوي ، مع ذلك لم يحاربهم ، واقتصر على رد الرأي بالرأي ، وطرح بيّناته وحججه ، وتحمّل الإمام علي ( عليه السلام ) الطرف المعارض إلى أقصى حدّ ، ما دام الطرف الآخر قد اعتمد لغة الحوار ، والأكثر من ذلك أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يقبل المقاضاة ، وهو حاكم الدولة وخليفة المسلمين وأمير المؤمنين في قضية مالية ،
1 - جواهر التاريخ 1 : 287 . 2 - كتاب الجمل وصفين والنهروان : 426 .
121
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 121