responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 116


لأنّه أنسب الخيارات للطبيعة البشرية ، ولأنّ القوى الغضبية والشهوية موجودة في الحيوان ، كما هي موجودة في الإنسان ، أمّا القوى العقليّة فهي خاصة بالإنسان .
ولذلك ، فإنّ الإسلام يطرح قاعدة : " لا عقوبة إلاّ بعد قيام الحجّة " وهذه قاعدة أُصولية وكلامية وتقنينية هامّة ، ويقول علماء الأُصول : إنّ تنجيز الأحكام لا يتمّ إلاّ بالعلم ( 1 ) في القانون الوضعي ، والقانون الشرعي ، والسرّ في ذلك يرجع إلى نفس النكتة السابقة ، وهي أنّ الإنسان موجود عاقل ذو فكر ، ويجب أن يكون عقله مسيطر على باقي قواه الأُخرى ، ومن الخطأ إقحام العقوبات والردع ، وإطلاق العنان للقوّة الغضبية بدون المرور بمحطة العقل والفكر ، باعتبار أنّ العقل هو الذي يدبّر باقي القوى الأُخرى كما قلنا .
الفرق بين العقوبة والردع وهناك فرق بين اصطلاح " العقوبة " واصطلاح " الردع " ، فالعقوبة هي نوع من الجزاء للمجرم على ما ارتكب من الإثم والجرم ، بعد ارتكابه لذلك الإثم والجرم ، أمّا الردع ، فقد يطلق على الدفع ، وقد يطلق على الرفع ، ويعني الردع : أنّ المخالف ، والذي أجرم جرماً ، وهو لا يعلم أنّ هذا الأمر جرم ، فهذا الشخص لا يعاقب ، وذلك لأنّه لا يعلم ، ولكن يجب أن يُنهى عن الاستمرار في هذا الأمر الممنوع والمخالف . وقد يكون الردع من باب الدفع ، كما لو أراد أن يُقدم إنسان ما على منكر وفاحشة معيّنة ، وهو لا يعلم ، ولكن يردع بدرجة مناسبة لانتهائه عن ذلك المنكر ، مع أنّ الحجيّة لم تتمّ عليه .
إذن الردع لا يحتاج إلى قيام الحجّة ، ويتحقق القيام بالردع وإن كان بالفعل السيء لم تتمّ عليه الحجة ، والسرّ في ذلك أنّ مصلحة المجتمع قد تتطلب هذا


1 - أصول الفقه 3 : 35 عند قوله : " وغاية ما نقوله في دخالة العلم . . " .

116

نام کتاب : بحوث معاصرة في الساحة الدولية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست