نام کتاب : العمل وحقوق العامل في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 86
رواتبهم - على الأكثر - من فائض القيمة ، ولولا ذلك لما أمكن إقامة النظام العام للجهاز الإداري في جميع الدول بأي لون كان شكلها . لقد شن الشيوعيون الحرب بغير هوادة على الرأسماليين فدعوا إلى تحطيمهم في جميع المجالات لأنهم يتناولون فائض القيمة من العمال ، ولكن الفائض في النظام الشيوعي عاد إلى الدولة بشكل أفظع فقد استولت عليه بيد من حديد فأخذت تشتري البضائع من العمال والفلاحين بأبخس الأثمان وتبيعها عليهم وعلى غيرهم بأغلى الأثمان [1] ولم يتمكن العمال أن ينطقوا ولا ببنت شفة نظراً لقسوة الحكم وصرامته ، وما هذه القنابل الذرية والأقمار الصناعية التي تطلقها روسيا في كل فترة إلا من جهود العمال وعرق جبينهم وفائض قيمة أرباحهم ، لقد أصبحت الحكومة الروسية وهي من أثرى دول العالم ، والعمال الذين عندها يعانون الشقاء والحرمان والاضطهاد فلم لا ترفع عنهم كابوس البؤس وتعطيهم فائض القيمة ؟ إن مناداة الشيوعيين بسرقة الفائض لم يكن الغرض منه إلا التغرير بالعمال وسوقهم لميادين التضحية ، وجعلهم كبش الفداء .