نام کتاب : العمل وحقوق العامل في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 25
ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر فيما تركه المستعمرون في بلاد المسلمين من الدمار والفساد فنحن أحوج ما نكون في مثل هذه الظروف الحاسمة من تأريخنا أن نقف على النكبات الموجعة التي صبها علينا عدونا الماكر لعلنا بذلك أن نستيقظ من سباتنا ونلتفت إلى واقعنا المرير فنصلح بعض تلك الأوضاع الهزيلة التي سادت في بلادنا ، وإلى القراء ذلك : ( أ ) تجزئة البلاد : وطعن الاستعمار العالم الاسلامي طعنة نجلاء في صميمه فقد فصم الوحدة الاسلامية الكبرى وجزأ البلاد إلى دويلات خاضعة لنفوذه لا تتمكن على حماية نفسها وصيانة رعاياها من التحكم السافر في مصيرها ونهب مقدراتها ، والاستيلاء على جميع امكانياتها الاقتصادية ، وبذلك ترك البلاد تئن من الظلم والاستبداد والحرمان . إن قضاء الاستعمار على الدولة الاسلامية العظمى من أشد المآسي التي حلت بالمسلمين فقد فصل بعضهم عن بعض ، وفرق كلمتهم ، وشتت شملهم وترك البؤس ماثلاً في بلادهم والذل مخيماً عليهم ، ولا يمكن بحال أن تقوم للمسلمين قائمة وهم متفرقون متباعدون لا تجمعهم جامعة ولا تحميهم دولة تسير في ظلال القرآن
25
نام کتاب : العمل وحقوق العامل في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 25