نام کتاب : العمل وحقوق العامل في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 13
ومجرداً عن العواطف والغرائز بل هو على العكس من ذلك قد أترعت مشاعره بالعواطف وخضعت نفسه للقيم العليا ، وأنه يشعر من أعماق نفسه بافتقاره إلى المثل الدينية ، والى الاعتقاد بخالقه وواهب الحياة له ، ومن يحاول تجريد الانسان من ذلك فإنما يحاول تشويه الحياة وتحطيم الانسان وقذفه في هوة سحيقة لا بصيص فيها من النور ، وذلك لأن الدين يمنع الانسان من التعدي على كرامة الآخرين ، ويجنبه عن كل رذيلة ، ويحبب له كل فضيلة . وعلى أي حال فان الفلسفة المادية لا يمكن أن تنقذ الإنسان عن محنته وتعالج مشاكله ، أو تقضي على مصاعب حياته لأنها لا تعتني بأهدافه وأمانيه ، ولا تعترف بأنه يملك ضميراً حياً تدفعه القوى الروحية الواعية إلى التهذيب والسمو وطلب الخير . إذ مقياس كل اعتبار عندهم لا يكون إلا بالمادة ومعنى ذلك أن يسقط جانب الروح من الحساب . كما ان الدعوة الروحية لا تحسم الداء أو تزيل كابوس الشقاء عن الإنسان لأنه لا يمكن تجريده من مقومات ذاته واستغنائه عن المادة ، فان المدار عندهم على الروح ومعنى ذلك أن تلغى الماديات من الاعتبار ، وبقيت المشكلة بحالها فلم يأت
13
نام کتاب : العمل وحقوق العامل في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 13