نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 132
مغالطة الخطوط الحمراء بعد هذا ننتقل إلى وقفة مع الخصوصيّة الأولى ، وهي أنّ هناك خطوطاً حمراء في الحوزة لا يمكن تجاوزها ، في هذه النقطة مغالطة كثيراً ما يستعملها البعض في مثل هذه المجالات ، وهي أنّه ينظر إلى الحوزة لا كما ينبغي أن تكون عليه ، وإنّما ينظر إلى الحوزة كما هو واقعها - كما يراها البعض - فتارةً نحن نتكلّم في الواقع القائم ، وأخرى فيما ينبغي أن يكون ، يعني مرّة نحن نأتي إلى الحوزة العلميّة ونتكلّم أنّ الواقع الموجود في الحوزة العلميّة بهذا النحو ، وأخرى نتكلّم أنّه ماذا ينبغي أن تكون عليه الحوزة العلميّة ؟ عندما نقارن بين الجامعة وبين الحوزة العلميّة يفترض البعض الجامعة فيما ينبغي أن تكون عليه ، لا كما هو واقعها التي هي عليه الآن ، ولكن عندما يأتي إلى الحوزة العلميّة ويقول ما ينبغي على الحوزة العلميّة أن تكون لا كما هو واقعها اليوم ، وهذه مغالطة واضحة . إمّا أن نقيس ونقارن الجامعة والحوزة العلميّة كما ينبغي لهما أن يكونا ، وإمّا أن نقايس بينهما كما هو واقعهما الفعلي ، لا أن ننظر للجامعة كما ينبغي أن تكون ، وننظر إلى الحوزة العلميّة كما هو واقعها فعلاً . ولكن من يقوم بهذه المغالطة يغفل عن أنّ الجامعة الآن لا يوجد فيها جوّ التحقيق ، وإنّما الطالب يأتي إلى الجامعات ويجلس في هذه
132
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي جلد : 1 صفحه : 132