responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي    جلد : 1  صفحه : 113


الالتقاء والافتراق ممّا ينبغي الإشارة إليه أنّ هناك محاولات للانطلاق من خلال مورد الاتّفاق لبناء أسس للافتراق ونمط للتعريض بالطرف الآخر [1] ، وإن عبّر عنها بعبارات قد لا تُثير ذهن المتلقّي مباشرةً ،



[1] للوقوف على مثل هذه المجالات نجد أنّ هناك سمات في الأسلوب المتّبع ، حيث يعتمد على : 1 - التعبير بعبارات لا تثير النقد مباشرة ، بل قابلة للتمرير . 2 - العرض المفتوح من دون تبنٍّ صريح للنتيجة . وهذا عند تناول موضوع الحوزة العلميّة والجامعة ، حيث انطلق من مورد الاتّفاق ، ويفهم من عرضه أنّ هذا ظاهر وهناك باطن ، أشار له أستاذنا السيّد الحيدري في محاضراته أنّ هناك من يرى أنّه عندما نأتي إلى باطن الحوزة العلميّة وباطن الجامعة نجد أنّ هناك فروقاً ثلاثة أساسيّة بين المؤسّستين التعليميّتين ، ونجد أنّ هناك استخداماً لتعبير خصائص مع أنّه في الواقع يعرض إشكالات أو نقداً ( غير موضوعي ) ، ونجد أنّه يرفض أن يعبّر عن كلماته بأنّها إشكالات ، فعندما ذكر سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أنّه لديه إشكالات انبرى للردّ من أنّه : لماذا تقولون إشكالات على الحوزة ؟ أنا لم أعبّر بإشكالات ، وإنّما ذكرت خصائص الحوزة العلميّة وخصائص الجامعة الرسميّة ، فهنا في موضع إخبار وليس موضع إنشاء ، وهذا أحد أساليب العرض التي تحمل مسخاً لهويّة المحتوى ، فالتعبير بالخصوصيّة يركّز شيئاً ويبعد شيئاً آخر ، بينما التعبير بالإشكال لعلّه يكون مثار جدل بمجرّد عرضه ، حيث نجد أنّه ينطلق من خلال عرضه المعبّر عنه أنّه خصوصيّة هو في واقعه عرض لنقاط تعتبر حسب عرضه نقاط ضعف من قبيل أنّ الحوزة العلميّة يحكمها جوّ علمي يسير بإطار التقليد والتسليم وعدم التحقيق ، والجامعة بالعكس ، ففيها جوّ النقد والإشكال ، وعدم التسليم والتقليد ، ولا أعلم من خلال هذا العرض أين يكون الإخبار ! ؟ وأمّا النمط الثاني وهو العرض المفتوح من دون تبنٍّ مع الإثارات والإشكالات المبطّنة ، نجد أنّه عند عرضه للموضوع يتمحور العرض حول طريقة الإثارات من دون ذكر النتائج لهذه الإثارات ، بمعنى أنّه لا يذكر النتيجة حتّى لا تكون في مورد من الموارد مثار نقاش معه ، فتسمّى بأفكاره وآرائه ، بل يجعل النتائج تصل إلى الفرد لا من خلال التصريح بها ، بل من خلال الإثارات ، وهذا يجعله في واقع الأمر في مأمَن مِن تبنّي النتيجة أيّاً كانت ، وبالتالي يسلم من معاناة ردّها ، وقد أشرنا في دراسة لنا تحت عنوان ( مطارحات في العلم والعقل والشريعة ) إلى مثل هذا الطرح عند بعض المعاصرين ، بل حتّى على مستوى المدارس الفكريّة والعلميّة بما نصطلح عليه مسخ المفاهيم .

113

نام کتاب : الثابت والمتغير في المعرفة الدينية نویسنده : دكتور على العلي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست