نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 493
إسم الكتاب : نهاية المرام في علم الكلام ( عدد الصفحات : 717)
وقال في الشفاء : البلّة هي « الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم » كما أنّ الانتقاع هي « الرطوبة الغريبة النافذة إلى باطنه » والجفاف « عدم البلّة في ما من شأنه أن يبتلّ » . وأمّا اليبوسة فقد فسّرها الشيخ بأنّها « الكيفية التي بها يعسر قبول الأشكال الغريبة وتركها » ( 1 ) وهذا بالصلابة أولى . فالواجب إذن أن نقول : نرى من الأجسام ما تتفرّق أجزاؤه وتنفرك ( 2 ) بسهولة ، ومنها ما لا يكون كذلك . والثاني هو الصلب ، والأوّل على قسمين : منها ما تكون مركبة من أجزاء صغار لا يقوى الحس على إدراك كلّ واحد منها منفرداً ، وكلّ واحد منها يكون صلباً ، ولا يكون سهل الإنفراك ، ولكن البعض منها متصل بلحامات سهلة الإنفراك ، ومنها ما يكون كُلّ الجسم في طبيعة تلك اللحامات في سهولة الانفراك ، كالمدر الخالص الأرضية الترابي ، فالأوّل الهَش والثاني اليابس ، فاليبوسة هي « الكيفية التي يكون الجسم معها سريع التفرّق عَسِر الاجتماع » ( 3 ) . والوجه أنّ الكيفية إن اقتضت سهولة الاتصال والانفصال فهي الرطوبة وإن اقتضت عسرهما فهي اليبوسة . وإن اقتضت سهولة الانفصال وعسر الاجتماع فهي الهَشاشة والسلاسة ( 4 ) . وإن اقتضت عسر الانفصال وسهولة الاتصال فهي اللزوجة . فاللزوجة « كيفية تقتضي سهولة التشكّل مع عسر التفريق ، والشيء بها يمتد متصلاً ، وتحدث من شدّة امتزاج الرطب الكثير باليابس القليل » ( 5 ) .
1 . نفس المصدر من الشفاء . 2 . فركته عن الثوب : هو أن تحكه بيدك حتى يتفتت وينقشر ( المصباح المنير 2 : 145 ) . وفَرَكَ الثوب والسنبلَ دَلَكَهُ فانْفَرَكَ . ( القاموس 3 : 460 ) . 3 . هذا ما وجده الرازي في مباحث المترجم الشهير ثابت بن قرة ( المباحث المشرقية 1 : 390 ) . 4 . قال الطوسي : « والسلاسة والهشاشة اسمان لما يقابلهما » ( شرح الإشارات 2 : 249 ) . وقال الشيخ : « والهش الذي يخالفه [ اللّزج ] هو الذي يصعب تشكله ويسهل تفريقه ، وذلك لغلبة اليابس فيه وقلّة الرطب مع ضعف المزاج » ( نفس المصدر من الشفاء ) . 5 . نفس المصدر من الشفاء .
493
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 493