نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 470
الكيفيات . ( 1 ) ويخرج أيضاً الألوان ; لأنّها لا تحس إلاّ بواسطة الضوء . وإن لم نعتبر الأولية دخل ما يحسّ ثانياً كالأشكال والحركات والسكنات وغيرها . الأمر الثاني : حدوثها - إمّا بالشخص أو بالنوع - تابع لانفعالات موادها وللمزاج . أمّا بالشخص فكالصفرة التابعة لسوء المزاج الحار المستحكم في الكَبِد وحلاوة العسل ، وإن لم يكن حدوثها لأجل الانفعالات ، لكن من شأن تلك الحقيقة أن توجد عند الانفعال أيضاً . وأمّا بالنوع فكحرارة النار ، فإنّ الحرارة النارية وإن لم تحصل في النار بالانفعال ، لكن من شأن الحرارة من حيث هي حرارة أن تحدث أيضاً بالانفعال في مادة . وغير المستقرة ، وإن كانت انفعالية باعتبار الأمرين ، لكنها لقصر مدتها وسرعة زوالها منعت اسم جنسها ، واقتصر في تسميتها على اسم الانفعالات ، وإن لم يكن في أنفسها انفعالات . الكلية الثانية : قيل الخاصّة المساوية لهذا النوع العامة لأفراده إنّها تفعل في موادها أشياء يشاركها في المعنى ، فإنّ الحار يجعل غيره حاراً وكذا البارد ، والأسود يقرر شبحه في العين . واعترض ( 2 ) بأنّ الثقل والخفة من هذا النوع ولا يفعلان مثل أنفسهما ، وبأنّ الشيخ ذكر في فصل « الاسطقسات » ( 3 ) في علة تسمية الرطوبة واليبوسة بالمنفعلتين أنّه لم يثبت بالبرهان أنّ الرطب يجعل غيره رطباً ، واليابس يجعل غيره يابساً ، فلا تفيدان مثل نفسيهما ( 4 ) . الكلية الثالثة ( 5 ) : ذهب قوم من القدماء إلى أنّ الكيفيات المحسوسة
1 . قال فيها : « وأمّا الثقل والخفة ، فإنّهما ليسا إلاّ من باب الكيفية . . . وهما من جملة المحسوسات ، ومن جملة ما يحدث في الأجسام بالإنفعالات » ( نفس المصدر : 196 ) . 2 . والمعترض هو الرازي . 3 . من طبيعيات الشفاء . 4 . وقد أجاد صدر المتألّهين في الجواب عن هذا الاعتراض ، فراجع الأسفار 4 : 64 - 65 . 5 . راجع طبيعيات الشفاء ، الفصل الأوّل من المقالة الثانية من الفن الرابع .
470
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 470