نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 304
سلّمنا ، لكن لِمَ لا يستند إلى الموجب ؟ قوله : « طريان الضد على المحل مشروط بعدم الضد الأوّل ، فلو علل عدم الضد الأوّل بطريان هذا الضد دار » ( 1 ) ، دعوى خالية عن البرهان ، فللقائل أن يقول : بل عدم الضد الأوّل معللٌ بطريان الضد على المحل ، وليس أحد القولين راجحاً على الثاني ، بل لابدّ من الدليل . سلّمنا ، لكن لِمَ لا يجوز أن يكون أولى وإن كنّا لا نعرف سبب الأولوية . سلّمنا ، لكن لِمَ لا يستند إلى الفاعل المختار ؟ قوله : « العدم إن صدر عنه أمر ، فتأثيره في تحصيل أمر وجودي ممنوع » ; فإنّا نقول : إنّ تأثيره في أمر متجدّد ، وهو يصدق مع إيجاد المعدوم وإعدام الموجود ، فإنّ الإعدام المتجدّد يصدق عليه أنّه أمر متجدد ، فإنّ الممكن هو الذي يتساوى طرفاه بالنسبة إليه ، فإذا حصل معه ترجيح أحد الطرفين وجب حصول ذلك الطرف ، سواء كان وجوداً أو عدماً ، وإلاّ لما كان الطرفان متساويين بالنسبة إليه ، وذلك الأثر إعدام ( 2 ) مناف لا إيجاد ، فلا يكون ضداً . سلّمنا ، لكن لِمَ لا ينتفي لانتفاء شرطه ؟ قوله : « شرطه الجوهر وهو باق ، والكلام في عدمه كالكلام في عدم العرض » . قلنا : لا نسلّم انحصار الشرط في الجوهر ، فجاز أن تكون الأعراض الباقية مشروطة بأعراض تتجدد عليها غير باقية متعاقبة ، إذا انقطعت عدمت الأعراض الباقية المشروطة بها ، ولا يبقى في دفع هذا الاحتمال إلاّ الاستقراء ، وهو إنّما يفيد الظن دون القطع .
1 . ج : « كان دوراً » . 2 . ق و ج : « إعدامه » .
304
نام کتاب : نهاية المرام في علم الكلام نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 304