responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 50


وجه الاندفاع : أن الجهة مختلفة ، فالإنسان المعقول - مثلا - من حيث إنه مقيس إلى الخارج كلي ، ومن حيث إنه كيف نفساني قائم بالنفس غير مقيس إلى الخارج جزئي .
وإشكال خامس : وهو أنا نتصور المحالات الذاتية ، كشريك البارئ وسلب الشئ عن نفسه واجتماع النقيضين وارتفاعهما ، فلو كانت الأشياء حاصلة بذواتها في الذهن استلزم ذلك ثبوت المحالات الذاتية .
وجه الاندفاع : أن الثابت في الذهن إنما هو مفاهيمها بالحمل الأولي لا مصاديقها بالحمل الشائع . فالمتصور من شريك البارئ هو شريك البارئ بالحمل الأولي . وأما بالحمل الشائع فهو ممكن وكيف نفساني معلول للبارئ مخلوق له .
الأمر الثاني : أن الوجود الذهني لما كان لذاته مقيسا إلى الخارج كان بذاته حاكيا لما وراءه ، فامتنع أن يكون للشئ وجود ذهني من دون أن يكون له وجود خارجي محقق كالماهيات الحقيقية المنتزعة من الوجود الخارجي ، أو مقدر كالمفاهيم غير الماهوية التي يتعملها الذهن بنوع من الاستمداد من معقولاته ، فيتصور مفهوم العدم - مثلا - ويقدر له ثبوتا ما يحكيه بما تصوره من المفهوم .
وبالجملة شأن الوجود الذهني الحكاية لما وراءه من دون أن تترتب آثار المحكي على الحاكي . ولا ينافي ذلك ترتب آثار نفسه الخاصة به من حيث إن له ماهية الكيف . وكذا لا ينافيه ما سيأتي [1] أن الصور العلمية مطلقا مجردة عن المادة ، فإن ترتب آثار الكيف النفساني وكذا التجرد حكم الصور العلمية في نفسها والحكاية ، وعدم ترتب الآثار حكمها قياسا إلى الخارج ، ومن حيث كونها وجودا ذهنيا لماهية كذا خارجية .
ويندفع بذلك إشكال أوردوه على القائلين بالوجود الذهني [2] ، وهو أنا



[1] راجع الفصل الأول من المرحلة الحادية عشرة .
[2] إن هذا الإشكال مستفاد مما أورده أصحاب الشعاع - وهم الرياضيون - على أصحاب الانطباع - يعني المعلم الأول ومن تبعه - في كيفية الإبصار ، فإنهم أوردوا عليهم بأن الجبل إذا رأيناه مع عظمه ، والرؤية إنما هي بالصورة المنطبعة في الجليدية ، فإن كان هذا المقدار العظيم للصورة المنطبعة فكيف حصل المقدار الكبير في حدقة صغيرة . راجع شرح حكمة الاشراق ص 269 .

50

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست