responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 272


المسافة المقطوعة للسريعة أكثر ومسافة البطيئة أقل .
وهما من المعاني الإضافية التي تتحقق بالإضافة ، فإن البطيئة تعود سريعة إذا قيست إلى ما هو أبطأ منها ، والسريعة تصير بطيئة إذا قيست إلى ما هو أسرع منها .
فإذا فرضنا سلسلة من الحركات المتوالية المتزائدة في السرعة كان كل واحد من الأوساط - سوى الطرفين متصفا بالسرعة والبطؤ معا - سريعا بالقياس إلى أحد الجانبين ، بطيئا بالقياس إلى الآخر ، فهما وصفان إضافيان غير متقابلين ، كالطول والقصر ، والكبر والصغر .
وأما ما قيل [1] : ( إن البطؤ في الحركة بتخلل السكون ) ، فيدفعه ما تبين فيما تقدم [2] أن الحركة متصلة لا تقبل الانقسام إلا بالقوة .
وربما قيل [3] : ( إنهما متضادان ) .
قال في الأسفار : ( إن التقابل بين السرعة والبطؤ ليس بالتضايف ، لأن المضافين متلازمان في الوجودين وهما غير متلازمين في واحد من الوجودين .
وليس تقابلهما أيضا بالثبوت والعدم ، لأنهما إن تساويا في الزمان كانت السريعة قاطعة من المسافة ما لم تقطعها البطيئة ، وإن تساويا في المسافة كان زمان البطيئة أكثر ، فلأحدهما نقصان المسافة وللآخر نقصان الزمان ، فليس جعل أحدهما عدميا أولى من جعل الآخر عدميا ، فلم يبق من التقابل بينهما إلا التضاد لا غير ) [4] - انتهى .



[1] والقائل هو المتكلمون على ما نقل عنهم في شرح المقاصد ج 1 ص 275 ، وكشف المراد ص 270 ، وشوارق الالهام ص 483 ، وشرح التجريد للقوشجي ص 304 .
[2] في الفصل الخامس من هذه المرحلة .
[3] والقائل هو المتكلمون ، كما ذهب إليه الفخر الرازي في المباحث المشرقية ج 1 ص 605 . وتبعهم صدر المتألهين في الأسفار ج 3 ص 198 . بخلاف المشهور من الحكماء حيث ذهبوا إلى أن التقابل بينهما تقابل العدم والملكة .
[4] راجع الأسفار ج 3 ص 198 .

272

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست