responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 190


يرتفعان . فمآل تقابل التناقض إلى قضية منفصلة حقيقية هي قولنا : ( إما أن يصدق الايجاب وإما أن يصدق السلب ) .
فالتناقض في الحقيقية بين الايجاب والسلب . ولا ينافي ذلك تحقق التناقض بين المفردات . فكل مفهوم أخذناه في نفسه ثم أضفنا إليه معنى النفي ، كالإنسان واللا إنسان ، والفرس واللا فرس ، تحقق التناقض بين المفهومين . وذلك أنا إذا أخذنا مفهومين متناقضين - كالإنسان واللا إنسان - لم نرتب أن التقابل قائم بالمفهومين على حد سواء ، فالإنسان يطرد بذاته اللا إنسان ، كما أن اللا إنسان يطرد بذاته الإنسان . وضروري أنه لو لم يعتبر الثبوت والوجود في جانب الإنسان لم يطارد اللا إنسان ولم يناقضه ، فالإنسان واللا إنسان إنما يتناقضان لأنهما في معنى وجود الإنسان وعدم الإنسان ، ولا يتم ذلك إلا باعتبار قيام الوجود بالإنسان وكذا العدم ، فالإنسان واللا إنسان إنما يتناقضان لانحلالهما إلى الهليتين البسيطتين ، وهما قضيتا ( الإنسان موجود ) و ( ليس الإنسان بموجود ) .
ونظير الكلام يجري في المتناقضين : ( قيام زيد ) ، و ( لا قيام زيد ) ، فهما في معنى وجود القيام لزيد وعدم القيام لزيد ، وهما ينحلان إلى هليتين مركبتين ، هما قولنا : ( زيد قائم ) ، وقولنا : ( ليس زيد بقائم ) ، فتقابل التناقض بالحقيقة بين الايجاب والسلب ، وإن شئت فقل : بين الوجود والعدم ، غير أنه سيأتي في مباحث العاقل والمعقول [1] - إن شاء الله تعالى - أن العقل إنما ينال مفهوم الوجود أولا معنى حرفيا في القضايا ثم يسبك منه المعنى الاسمي بتبديله منه وأخذه مستقلا بعد ما كان رابطا ، ويصور للعدم نظير ما جرى عليه في الوجود . فتقابل التناقض بين الايجاب والسلب أولا وبالذات ، وبين غيرهما بعرضهما .
فما في بعض العبارات من نسبة التناقض إلى القضايا ، - كما في عبارة التجريد : ( إن تقابل السلب والإيجاب راجع إلى القول والعقد ) [2] - انتهى - ، أريد



[1] راجع الفصل العاشر من المرحلة الحادية عشر .
[2] راجع كشف المراد ص 107 ، وشرح التجريد للقوشجي ص 104 . وفي شوارق الالهام ص 192 : ( وهو راجع إلى القول والعقل ) ثم فسر القول بالوجود اللفظي والعقل بالوجود الذهني ، فراجع .

190

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست