جانب إلى قوة لا فعل معها تحقيقا أو اعتبارا ، ومن جانب إلى فعل لا قوة معها تحقيقا أو اعتبارا على ما سيتبين إن شاء الله [1] . و ( الثالث ) المسافة التي فيها الحركة ، وهي المقولة . و ( الرابع ) الموضوع الذي له الحركة ، وهو المتحرك . و ( الخامس ) الفاعل الذي به الحركة ، وهو المحرك . و ( السادس ) المقدار الذي تتقدر به الحركة ، وهو الزمان . الفصل الرابع في انقسام التغير قد عرفت [2] أن خروج الشئ من القوة إلى الفعل لا يخلو من تغير ، إما في ذاته ، أو في أحوال ذاته . وإن شئت فقل : إما في ذاتيه كما في تحول نوع جوهري إلى نوع آخر جوهري ، أو في عرضيه كتغير الشئ في أحواله العرضية . ثم التغير إما تدريجي وإما دفعي بخلافه . والتغير التدريجي - ولازمه إمكان الانقسام إلى أجزاء لا قرار لها ولا اجتماع في الوجود - هي الحركة . والتغير الدفعي - بما أنه يحتاج إلى موضوع يقبل التغير وقوة سابقة على حدوث التغير - لا يتحقق إلا بحركة ، لما عرفت [3] أن الخروج من القوة إلى الفعل كيفما فرض لا يتم إلا بحركة ، غير أنه لما كان تغيرا دفعيا كان من المعاني المنطبقة على أجزاء الحركة الآنية كالوصول والترك والاتصال والانفصال . فالتغير كيفما فرض لا يتم إلا بحركة . ثم الحركة تعتبر تارة بمعنى كون الشئ المتحرك بين المبدأ والمنتهى بحيث كل حد من حدود المسافة فرض ، فهو ليس قبله وبعده فيه ، وهي حالة بسيطة ثابتة غير منقسمة ، وتسمى : ( الحركة التوسطية ) . وتعتبر تارة بمعنى كون الشئ بين المبدأ والمنتهى بحيث له نسبة إلى حدود المسافة المفروضة التي كل واحد منها
[1] راجع الفصل الخامس من هذه المرحلة . [2] في الفصل الثاني من هذه المرحلة . [3] في الفصل السابق .