[ مقدمة ] [1] وجود الشئ في الأعيان بحيث تترتب عليه آثاره المطلوبة منه يسمى ( فعلا ) ، ويقال : ( إن وجوده بالفعل ) ، وإمكانه الذي قبل تحققه يسمى ( قوة ) ، ويقال : ( إن وجوده بالقوة ) . مثال ذلك النطفة ، فإنها ما دامت نطفة هي إنسان مثلا بالقوة ، فإذا تبدلت إنسانا صارت إنسانا بالفعل ، له آثار الإنسانية المطلوبة من الإنسان . والأشبه أن تكون القوة في أصل الوضع بمعنى مبدأ الأفعال الشاقة الشديدة - أعني كون الشئ بحيث تصدر عنه أفعال شديدة - ، ثم توسع في معناها فأطلقت على مبدأ الانفعالات الصعبة - أعني كون الشئ بحيث يصعب انفعاله بتوهم أن الانفعال أثر موجود في مبدئه ، كما أن الفعل والتأثير أثر موجود في الفاعل - ، ثم توسعوا فأطلقوا القوة على مبدأ الانفعال ، ولو لم يكن صعبا ، لما زعموا أن صعوبة الانفعال وسهولته سنخ واحد تشكيكي ، فقالوا : ( إن في قوة الشئ الفلاني أن يصير كذا ) و ( أن الأمر الفلاني فيه بالقوة ) . هذا ما عند العامة .
[1] وهي في معاني القوة والفعل ، وكيفية انتقالها من بعض إلى بعض . ولمزيد التوضيح راجع الفصل الثاني من المقالة الرابعة من إلهيات الشفاء ، والتحصيل ص 471 - 474 ، والأسفار ج 3 ص 2 - 5 .