الإنسان رأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض مضادا لوضعه إذا كان معكوسا ، والوضعان معنيان وجوديان متعاقبان على موضوع واحد من غير أن يجتمعا فيه وبينهما غاية الخلاف ، وكذا الحال في الاستلقاء والإنبطاح ، وأما الشدة فكالأشد انتصابا أو الأكثر انحناء . وفي تصوير غاية الخلاف في الوضع خفاء ، فليتأمل . تنبيه : للوضع معنيان آخران غير المعنى المقولي [1] . ( أحدهما ) كون الشئ قابلا للإشارة الحسية . والإشارة - كما نقل عن الشفاء - تعيين الجهة التي تخص الشئ من جهات هذا العالم ، وعليه فكل جسم وجسماني يقبل الوضع بهذا المعنى ، فالنقطة ذات وضع بخلاف الوحدة . و ( ثانيهما ) معنى أخص من الأول ، وهو كون الكم قابلا للإشارة الحسية بحيث يقال : أين هو من الجهات ؟ وأين بعض أجزائه المتصلة به من بعض ؟ لكن نوقش فيه [2] : بأن الخط والسطح ، بل الجسم التعليمي لا أين لها لولا تعلقها بالمادة الجسمانية ، فلا يكفي مجرد الاتصال الكمي في إيجاب قبول الإشارة الحسية حتى يقارن المادة . نعم للصورة الخيالية المجردة من الكم إشارة خيالية وكذا للصورة العقلية إشارة تسانخها . الفصل العشرون في الجدة وتسمى أيضا ( الملك ) وهي : الهيئة الحاصلة من إحاطة شئ بشئ بحيث ينتقل المحيط بانتقال المحاط . والموضوع هو المحاط ، فالإحاطة التامة كإحاطة
[1] راجع المباحث المشرقية ج 1 ص 455 . [2] هكذا ناقش فيه صدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 221 - 222 .