الحركة الجوهرية ، وأما على القول به - كما سيأتي إن شاء الله [1] - فلا فرق بين الحركة والمتحرك في ذلك . وينقسم أيضا بانقسام المقولات الواقعة فيها الحركات [2] . الفصل التاسع عشر في الوضع الوضع هو الهيئة الحاصلة للشئ من نسبة بعض أجزائه إلى بعض والمجموع إلى الخارج [3] كهيئة القيام والقعود والاستلقاء والانبطاح . وينقسم الوضع إلى ما بالطبع وما لا بالطبع . أما الذي بالطبع فكاستقرار الشجرة على أصلها وساقها ، والذي لا بالطبع فكحال ساكن البيت من البيت [4] . وينقسم إلى ما بالفعل وما بالقوة [5] . قيل [6] : الوضع مما يقع فيه التضاد والشدة والضعف . أما التضاد فمثل كون
[1] راجع الفصل الثامن من المرحلة التاسعة . [2] المشهور بين القدماء من الحكماء أن المقولات التي تقع فيها الحركة أربع : الكيف والكم والأين والوضع . سيأتي توضيحه في الفصل السابع من المرحلة التاسعة . [3] هكذا عرفه الشيخ الرئيس في الفصل السادس من المقالة السادسة من الفن الثاني من منطق الشفاء ، والتعليقات ص 43 . وقال : الفخر الرازي في شرح عيون الحكمة ج 1 ص 113 : ( لفظ الشيخ في تعريف مقولة الوضع مضطرب في جميع كتبه ) . [4] راجع الأسفار ج 4 ص 222 . [5] أما بالفعل قد يكون بالطبع كوضع الأرض من الفلك ، وقد يكون لا بالطبع كحال ساكن البيت من البيت ، وأما بالقوة كما يتوهم قرب دائرة الرحى إلى قطبها ونسبته إلى دائرة القطب ليست بالفعل إذ لا دائرة بالفعل ، فلا وضع إلا بالتوهم أو بالقوة . راجع الأسفار ج 4 ص 222 ، والتحصيل ص 415 ، والمقاومات 145 ، والمطارحات ص 276 . [6] والقائل كثير من الحكماء والمتكلمين ، كفخر الدين الرازي في المباحث المشرقية ج 1 ص 455 ، وصدر المتألهين في الأسفار ج 4 ص 222 - 223 ، وبهمنيار في التحصيل ص 415 ، والتفتازاني في شرح المقاصد ج 1 ص 284 - 285 .