سائر المراتب في الانقسام ، وكون الانقسام بمتساويين وعدم كونه كذلك نعت للانقسام غير قابل في نفسه للانقسام وغير نسبي في نفسه ، فليس بكم ، ولا بواحد من الأعراض النسبية ، فليس شئ من الزوجية والفردية إلا كيفا عارضا للكم . ونظير البيان يجري في سائر أحوال الأعداد من التربيع والتجذير وغير ذلك . وبالتأمل فيما تقدم يظهر : أولا : أن لا تضاد بين هذه الأحوال العددية ، إذ لا موضوع مشتركا بين الزوجية والفردية تتعاقبان عليه على ما هو شرط التضاد [1] . وثانيا : أن لا تشكيك بالشدة والضعف ، ولا بالزيادة والنقيصة في هذه الأحوال العددية . فكما لا يتبدل تقوس واستدارة إلى تقوس واستدارة أخرى إلا مع بطلان موضوعه ووجود موضوع آخر غيره بالعدد ، كذلك لا تتبدل زوجية - مثلا - إلى زوجية زوج الزوج إلا مع بطلان موضوعه الذي هو المعدود ووجود موضوع آخر غيره بالعدد [2] . وفي ذلك بطلان الزوجية التي هي عرض ووجود زوجية أخرى بالعدد ، وليس ذلك من التشكيك في شئ . وثالثا : يعلم - بالتذكر لما تقدم [3] - أن الكيفيات المختصة بالكميات توجد في الماديات والمجردات المثالية جميعا بناء على تجرد المثال . الفصل الرابع عشر في الكيفيات الاستعدادية وتسمى أيضا القوة واللاقوة [4] والمعنى الجامع بينها - الذي هو بمنزلة النوع من مطلق الكيف وبمنزلة الجنس
[1] راجع الأسفار ج 4 ص 187 . [2] راجع الأسفار ج 4 ص 187 . [3] في الفصل العاشر من هذه المرحلة من أن الكم المنفصل يوجد في الماديات والمجردات جميعا ، ولازمه وجود الكيفيات المختصة به فيها . [4] راجع الفصل الثاني من المقالة الرابعة من إلهيات الشفاء ، والمباحث المشرقية ج 1 ص 315 ، والأسفار ج 4 ص 104 .