نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 94
له قوة الحركة والتحريك في العصور الماضية ، ولذلك فإنه ضعف في نفوس معتنقيه ولم يقدر يقاوم لأجل البقاء كلما تطورت المجتمعات وظهرت الثورات الصناعية والزراعية وغيرهما . وقد سعى أولئك جاهدين أن يدخلوا بعض المفاهيم التي انتشرت في أوربا تحت عنوان ( الحريات ) و ( الثورة الفرنسية ) وقوانين السياسة والقوانين المدنية والفكر الماركسي وما إلى ذلك . وابتغوا من ذلك ملء الفراغ الذي سوف يولده انسحاب الفكر الديني من نفوس اتباعه المسلمين . وفي البداية سعوا لابدال الدين بالدين ، أي المسيحية بالاسلام ، فلم يتمكنوا لأسباب موضوعية تعود إلى عمق الارتباط الديني والإسلامي أولا ، والى نشوء تناقض بين ما يطرحون من فكر ( تقدمي ) وبين الدين ( الذي يمثل العائق للتطور كما يزعمون ) . وبذلك رجعوا إلى طرحهم السابق برفض الدين وابعاده عن الدولة والمجتمع والانسان . وحملت تلك الهجمة عناوين ( التحديث ) والتقدم والتحرر والوطنية والمفاهيم الأخرى المستوردة . 1 - ومع أن تلك المفاهيم نشأت تحت ظروف خاصة عاشتها أوربا في عصورها الوسطى وما بعدها . 2 - وأن المفاهيم التي تتولد نتيجة ظروف وملابسات معينة لا يمكن نقلها إلى
94
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 94