نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 62
فراقه خمسة وخمسون سنة فخشعت اجلالا لمقامه ، ودهشت هيبة له ، ولا غرابة فلو كان المترجم له غيره لهان الأمر ، ولكن كيف بي وهو من أولئك الأبطال غير المحدودة حياتهم وأعمالهم فمن الصعب جدا أن يتحمل المؤرخ الأمين وزر الحديث عنها ، ولا أرى مبررا في موقفي هذا سوى الاعتراف بالقصور عن تأدية حقه . . ) [1] وإن تأثر هؤلاء الأفذاذ به وبهذا المقدار الكبير من التأثر لم يكن عن عاطفة جوفاء وصداقة عابرة ، بل لهم الحق في ذلك ، لأنه أعطاهم كل وقته ، ولم يترك شيئا لنفسه دونهم بل فضلهم على نفسه وقدمهم على شخصه مع مقامه العلمي ووجاهته الاجتماعية . وتميز بمنهج علمي سوف نستعرضه عند الحديث عن المنهج العلمي عند القمي إن شاء الله تعالى . توفي في ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الثانية سنة 1320 ه ودفن في الصحن العلوي الشريف وكان لجثمانه كرامة منقولة في المصادر التي ترجمت له . حبه للعلم : امتازت مدرسة النوري ( الأستاذ وتلاميذه كالشيخ القمي والشيخ الطهراني ) بحب العلم وزقه إلى درجة الثمالة ، وقد نقلت عن كل واحد منهم قصص تثير الاعجاب والتقدير . وقد انصرف القمي - كباقي أفراد هذه المدرسة المحترمة - إلى العلم والتأليف والتصنيف والترجمة والبحث والدرس والمقابلة وما إلى ذلك ، قال زميله الطهراني : ( وكان دائم الاشتغال ، شديد الولع في الكتابة والتدوين والبحث والتنقيب لا يصرفه عن ذلك شئ ، ولا يحول بينه وبين رغبته فيه واتجاهه إليه حائل . . . ) [2] . وقال نجله الشيخ علي محدث زادة ما تعريبه : ( . . . وكان والدي دائم الاشتغال
[1] مقدمة المستدرك : ج 1 ، ص ( ز ) . [2] نقباء البشر : ج 3 ، ص 999 .
62
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 62