نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 253
الأنهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين ) * [1] . فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج وهو يتلوها ويبتسم . فقال لأصحابه : من يدلني على ذلك الشاب التائب ؟ فقال معاذ يا رسول الله بلغنا انه في موضع كذا وكذا ، فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل ، فصعدوا إليه يطلبون الشاب ، فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه ، وقد اسود وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه من البكاء ، وهو يقول : سيدي قد أحسنت خلقي ، وأحسنت صورتي ، فليت شعري ماذا تريد بي أفي النار تحرقني ، أم في جوارك تسكنني ؟ اللهم انك قد أكثرت الاحسان إلي ، وأنعمت علي ، فليت شعري ماذا يكون آخر أمري ؟ إلى الجنة تزفني ؟ أم إلى النار تسوقني ؟ اللهم ان خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ومن كرسيك الواسع وعرشك العظيم ، فليت شعري تغفر خطيئتي ، أم تفضحني بها يوم القيامة . فلم يزل يقول نحو هذا ، وهو يبكي ، ويحثو التراب على رأسه ، وقد أحاطت به السباع ، وصفت فوقه الطير ، وهم يبكون لبكائه . فدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه وقال : يا بهلول ! أبشر فإنك عتيق الله من النار . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : هكذا تداركوا الذنوب ، كما تداركها بهلول . ابشر فإنك عتيق الله من النار . ثم تلا عليه ما انزل الله عز وجل فيه ، وبشره بالجنة ) [2] .
[1] سورة آل عمران : الآية 135 و 136 . وفي المصدر وردت ألفاظ الآيتين الشريفتين مع التفسير ، ويبدو ان التفسير من الراوي ، وقد تركه المؤلف رحمه الله تعالى ، وبما ان التفسير ورد عن غير المعصومين ( عليهم السلام ) فقد رأينا تركه أسلم . [2] رواه الصدوق في الأمالي : ص 45 - 47 ، المجلس 11 ، ح 3 . ورواه عنه المجلسي في البحار : ج 6 ، ص 23 - 26 ، ح 26 .
253
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 253