نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 20
السائرين ومقاماتهم . وتبتدئ القيامات بالقيامات الأنفسية وهي القيامة الأنفسية الصغرى ثم الوسطى ، ثم الكبرى ، وتنتهي بالقيامات الآفاقية [1] ، وقد عبر الشيخ الكاشاني عن القيامة بمعناها العام انها : ( الانبعاث بعد الموت إلى حيوات أبدية ) [2] ، ويشير ب ( الحيوات ) إلى تعدد الحياة بعد تعدد القيامة ، فإنه بعد كل قيامة حياة غير الحياة التي عاشها قبل قيامته تلك . وقد قسمها الكاشاني إلى ثلاثة أقسام : أولها : الانبعاث بعد الموت الطبيعي إلى حياة أحد البرازخ العلوية أو السفلية بحسب حال الميت في الحياة الدنيوية لقوله ( عليه السلام ) : " كما تعيشون تموتون ، وكما تموتون تبعثون " . وهي القيامة الصغرى المشار إليها في قوله ( عليه السلام ) : " من مات فقد قامت قيامته " . وثانيها : الانبعاث بعد الموت الارادي إلى الحياة القلبية الأبدية في العالم القدسي ، كما قيل مت بالإرادة تحيا بالطبيعة . وهي القيامة الوسطى ، المشار إليها في قوله تعالى : * ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا . . . ) * [3] . وثالثها : الانبعاث بعد الفناء في الله إلى الحياة الحقيقية عند البقاء بالحق . وهي القيامة الكبرى المشار إليها بقوله تعالى * ( فإذا جاءت الطامة الكبرى ) * [4][5] . فالقيامة لا تبتدأ عند أهل المعرفة من موت الانسان الطبيعي وانما هي معه في
[1] قد وضحنا ذلك في شرحنا على رسالة السير والسلوك المنسوبة إلى الآية العظمى السيد محمد مهدي الطباطبائي الملقب ببحر العلوم ( قدس سره ) : 1155 - 1212 ه ق . [2] اصطلاحات الصوفية للشيخ كمال الدين عبد الرزاق القاشاني : ص 146 . [3] سورة الأنعام : الآية 122 . [4] سورة النازعات : الآية 34 . [5] اصطلاحات الصوفية للقاشاني : ص 146 .
20
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 20