نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 143
وقد تقدم هذا الدعاء في عقبة سكرات الموت [1] . * الثامن : الدفن في النجف الأشرف ، فمن خواص هذه التربة الشريفة انها تسقط عذاب القبر وحساب منكر ونكير عن من يدفن فيها [2] .
[1] تقدمت مصادر هذا الدعاء في ص 125 . [2] أقول : في ارشاد القلوب للشيخ الديلمي : ص 439 ، قال : ( وفي فضل المشهد الغروي الشريف على مشرفه أفضل الصلاة والسلام ، وما لتربته والدفن فيها من المزية والشرف . روي عن ابن عباس انه قال : الغري قطعة من الجبل الذي كلم الله جل شأنه موسى تكليما ، وقدس عليه تقديسا ، واتخذ إبراهيم ( عليه السلام ) خليلا ، واتخذ محمدا ( صلى الله عليه وآله ) حبيبا وجعله للنبيين مسكنا . وروي ان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نظر إلى ظهر الكوفة فقال : ما أحسن منظرك ، وأطيب قعرك ، اللهم اجعل قبري بها . ومن خواص تربته اسقاط عذاب القبر ، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت الأخبار الصحيحة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) . وقال الشيخ الديلمي فيه ص 440 : ( روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه كان إذا أراد الخلوة بنفسه ، أتى إلى طرف الغري . فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النجف ، وإذا برجل قد أقبل من البرية راكبا على ناقة وقدامه جنازة ، فحين رأى عليا ( عليه السلام ) قصده حتى وصل إليه وسلم عليه ، فرد علي ( عليه السلام ) ، وقال له : من أين ؟ قال : من اليمن . قال : وما هذه الجنازة التي معك ؟ قال جنازة أبي أتيت لأدفنها في هذه الأرض . فقال له علي ( عليه السلام ) : لم لا دفنته في أرضكم ؟ قال : أوصى إلي بذلك ، وقال : ( انه يدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ) . فقال له علي ( عليه السلام ) : أتعرف ذلك الرجل ؟ قال : لا فقال ( عليه السلام ) : أنا والله ذلك الرجل ، أنا والله ذلك الرجل . قم فادفن أباك . فقام ، فدفن أباه ) . ومن خواص ذلك الحرم الشريف ان جميع المؤمنين يحشرون فيه ) انتهى من ما نقلناه من الارشاد . روى الكليني في الكافي الشريف : ج 3 ، ص 243 ، باب في أرواح المؤمنين ، بالإسناد إلى حبة العرني قال : ( خرجت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الظهر - أي ظهر الكوفة ، وهو النجف الأشرف كان يسمى بذلك لوقوعه بظهر الكوفة - فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام . فقمت بقيامه حتى أعييت ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ، ثم جلست حتى مللت ، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة . فقال لي : يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، وانهم لكذلك ؟ قال : نعم ، ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون . فقلت : أجسام أم أرواح ؟ فقال : أرواح . وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وانها لبقعة من جنة عدن ) . وروى أيضا بالإسناد إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ( قلت له : ان أخي ببغداد ، وأخاف أن يموت بها . فقال : ما تبالي حيثما مات ، أما انه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام . قلت له : وأين وادي السلام ؟ قال : ظهر الكوفة . أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون ) . وقال الديلمي في ارشاده ص 440 . ( وروى جماعة من صلحاء المشهد الشريف الغروي انه رأى : ان كل واحد من القبور التي في المشهد الشريف ، وظاهره : قد خرج منه حبل ممتد متصل بالقبة الشريفة صلوات الله على مشرفها ) . وفي دار السلام للعلامة المرحوم الشيخ النوري ( قدس سره ) صاحب مستدرك الوسائل ، قصة غريبة عجيبة ذكرها في المجلد 2 ، ص 68 - 69 ، تحت عنوان ( رؤيا فيها معجزة وفضيلة عظيمة للدفن في وادي السلام ) ، فراجعها واستفد .
143
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 143