ما يقتضى به المشيئة [1] الإلهية ويجرى [2] به القلم حالة التسطير . فان كتابة هذا الفن لا يكون عن سابق تأمل ولا حق تدبر وتعمل ، وما وقع فيه مما يوهم الاشتراك مع علماء الرسوم من [3] لفظ واصطلاح ، فذلك ليس عن قصد التقيد بذلك الاصطلاح ، بل لامرين آخرين : أحدهما ان تلك العبارة المصطلح عليها في ذلك الموضع تكون انسب وأتم تأدية للمعنى المراد بيانه من غيرها من العبارات بالنسبة لما في نفس المتكلم . والسبب الاخر فيما ذكرنا هو حيطة المقام المتكلم [4] منه واشتماله على ما يرد على المحجوب - المتوجه [5] بفكره - وعلى المعتنى به - المتوجه بقلبه - لكن يأخذه المتوجه بقلبه كشفا وشهودا [6] دون تعمل بمحل طاهر [7] لا شوب فيه ، فتبقى طهارة الوارد على أصلها ويتلقى المحجوب الامر من خلف حجاب الفكرة والبشرية بتعمل ومحل غير ظاهر ، فيكتسى الوارد الثوب والشين فيصير الامر ذا صورتين [8] ويتميز الكلمة إلى كلمتين [9] ، لسعة العطاء الإلهي [10] وتحقيق حكم القبضتين لقوله تعالى : كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ( 20 - الاسراء ) فمن رزق
[1] - يقتضى المشيئة - ن - ع تقضى - ج عطف على قوله : على سبيل الاجمال ؟ أي ايراد القواعد والمقدمات على حسب اقتضاء المشيئة الإلهية - ش [2] - عطف على يقتضى والمراد من القلم اما القلم الاعلى أو قلم الشيخ ، وقوله : حال التسطير ، مؤيد للثاني ، أي على حسب اقتضاء المشيئة الإلهية وجريان قلمي بإذن الله وقدره - ش ما يجرى - ج [3] - بيان لما - ش [4] - بصيغة المجهول ، والألف واللام للموصول بمعنى الذي وضمير منه يرجع إليه - ش فيه - م - ك [5] - في كلا المقامين بصيغة الفاعل - ش [6] - فتبقى - ن - ع صفتان المفعول المطلق المحذوف أي يأخذه اخذا كشفيا أو شهوديا ، أو منصوبان على التميزية لرفع الابهام على نسبة الفعل إلى الفاعل على أن يكونا بمعنى الفاعل ، أي كاشفا وشاهدا . تدبر - ش [7] - أي عن الهواجس النفسانية والكدورات الوهمانية والتعلقات الكونية والشوائب الغضبية والشهوية - ش ظاهر - ك طاهر - م [8] - هو تفريغ على كلا القسمين - ش [9] - فيصير التجلي الوارد بحسب محل الطاهر ذا صورتين ويختلف باختلاف المحل والاستعداد - ش [10] - في كل محل على حسب استعداده وقابليته - ش