هو ظهور الكمال المتوقف [1] الحصول على ذلك الاجتماع ، ولا يكون ذلك [2] ولا يتم الا بحركة حبية معنوية أو لا متعينة - مما خفى من المطلوب في الطالب ، ومن الطالب في المطلوب لالحاق فرع [3] بأصل وتكميل [4] كل بجزء . والطالبون على قسمين : عالم وجاهل : فالطالب الجاهل شفيعه المناسبة والارتباط بالرقيقة الذاتية المشار إليها ، والطالب العالم بما ذكرنا له الاعتضاد بالمناسبة والعلم المقرب للمسافة ، القاطع للقوادح والعلائق العائقة عن تكميل صورة المناسبة وتقوية حكم ما به الاشتراك على ما به الامتياز ، ثم الإعانة والامداد بما يتأيد به القدر المشترك من حيث كل فرد من افراد الحقائق التي اشتملت عليها ذات الطالب والمطلوب أو كانت لوازم لهما . ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وآله للصحابي - وقد سأله ان يكون رفيقه في الجنة - : أعني على نفسك بكثرة السجود . وهذا ذوق عزيز ، من اطلع على سره عرف سر الأعمال على الاطلاق ، وان سبب تنوعها اختلاف حقائق من تظهر بهم أعيان الأعمال [5] وروعي فيها بأجمعها سر المناسبة لتصح الثمرة ويكمل المقصود ويعلم أيضا سر تنوعات المطالب والمناسبات التي بينها وبين الأعمال المتخذة وسائل لتحصيل تلك المطالب ، ويعلم أيضا تعين الثمرات في كل مرتبة من مراتب الأعمال [6] والعمال على اختلاف صورها من حسن وقبح وكمال ونقص ، ويعلم سر المحبة أيضا ورقائقها ونسبها واحكامها ونحو ذلك مما شاء الحق ايضاحه ، وان ربك هو الفتاح العليم .
[1] - هذا من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله - ش [2] - أي ذلك الاجتماع - ش [3] - إذا كان من طرف العبد - ش - فرق فرع بالأصل - م [4] - أي تكميل حقيقة الحقائق الجامعة الظهور . . . ش [5] - لتنوع الكفارات بحسب اختلاف الجاني وتنوع الصلاة بالقيام والقعود وباختلاف المصلى صحة وهما ( كذا ) وتنوع بموجب القتل قصاصا ودية بحسب اختلاف الجاني بكونه عاقلا ومجنونا وأبا وغير ذلك - ش الأعمال وانه روعي - ج [6] - لان الأعمال منصبغة باحكام علومهم واعتقادهم وظنونهم ومتعلقات هممهم ، فمنهم من يعمل للدنيا ومنهم للآخرة ومنهم لله ولما عند الله من الكرامة والزلفى - ش