responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 54


ولبعضها بعضا من باطنه سبحانه لظاهره ، وذلك بحسب احكام تعيناتها وبحسب حكمه من حيثها .
فثم خلق وحق وتمييز غير ما عقل من صور التمييز ، ووحدة غير ما فهم من كل وحدة ، وكثرة غير ما تصور من الكثرة - مع بقاء كل ذلك بحاله وصحته - فافهم ان كنت تفهم ، ولا تحصر الامر فيما بلغك ولا فيما ترى ، وتعلم وتدبر فيما يقرع سمعك ، فهذا لسان غريب بعيد جدا ، قريب لمن لم يتعد حدا ولم يتخذ عند الرحمن عهدا ، بل كان بالذات والحقيقة والفعل والحال سيدا وعبدا ، وقد استرسل القلم بحكم وارد الوقت وقهر حتى أبدى ما لم يخطر ابدائه ، فلنقبض عنانه ولنعد إلى تتميم ما شرعنا في ذكره فنقول : ثم ظهر عن الحق وبه وبواسطة ما ذكر من المراتب والمظاهر مضافا إلى ذلك تأثير حركة العرش الظاهرة ، وروحه وصورته : صورة الكرسي وروحه وحركته .
وانما قلت حركة العرش الظاهرة ، لان الحركة فيما تقدم غيبية أسمائية وروحانية معقولة وذهنية مثالية ، وفي العرش تمت مراتبها بالحركة الصورية الحسية فتربعت ، فحصل الاستواء الذي لا يخفى سره على من عرف وتذكر ما سلف ، فان الامر فيما قيل مثاله ما يقال في المركب الذي يكون شديد الالتحام قوى التركيب ، بأنه اما ان يكون ما فيه من قسمي اللطيف والكثيف قريبين من الاعتدال أو لا يكونان كذلك .
فإن كان الأول فإنه إذا قوى تأثير الحرارة حدثت حركة دورية - كما في الذهب - فان اللطيف إذا مال إلى التصعد جذبه الكثيف إلى أسفل فحدثت لذلك في الجسم حركة دورية .
وإن كان الثاني وغلب اللطيف تصعد بالكلية واستصحب الكثيف معه - وان لم يغلب اللطيف - مع أن الكثيف لم يكن غالبا جدا اثرت النار في تسييله القوى أو تسييله

54

نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست