responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 51

إسم الكتاب : مفتاح الغيب ( عدد الصفحات : 164)


الموجودات عن الحق سبحانه على نحو ما سبق الشروع فيه .
فنقول : ثم تعين بعد انبعاث اللوح عن القلم الاعلى - كما مر ذكره - في مرآة النفس الرحماني مرتبة الطبيعة من حيث ارتباطها وظهور حكمها في الأجسام وبها ، وذلك في الهباء الأول المسمى عند بعضهم بالهيولي الكل وإليها تنتهى إحدى مراتب النكاح من وجه وباعتبار ، ومن العرش إلى مقعر الفلك المكوكب الذي هو أحد وجهي الأعراف - أعني الوجه الذي يلي جهنم - ينتهى حكم النكاح الثاني من وجه أيضا - كما مر - .
ثم يتنزل الامر على الترتيب إلى النكاح الرابع العنصري حتى ينتهى إلى الرتبة الخامسة الجامعة المختصة بالانسان - كما سبق التلويح به - .
ثم للنكاحات أيضا تراكيب من هذه الأصول وتداخل ومزج ، والظاهر اثره في المولود كان ما كان انما هو لأغلبها حكما فيه وأقواها نسبة به من حيث الناكح ومن حيثية النكاح ، كما لوح به صلى الله عليه وآله في علة التذكير في المولود والتأنيث - بحسب غلبة ماء الرجل ماء المرأة وسبقه وعلوه وبالعكس - وهنا اسرار يطول ذكرها ويحرم كشفها . ومن استحضر ان ما ظهر في هذا الوجود العيني فإنما هو ظل ومثال لما سبق تعينه في الحضرات الروحانية والغيب الإضافي والحضرة العلمية ، وتذكر خلق آدم على الصورة وخلق حواء منه ، واعتبر نظائرهما كالعرش مع الكرسي واللوح مع القلم ، تنبه لبعض المراد إن شاء الله .
ثم تعين بعد معقولية مرتبة الهباء معقولية مرتبة الجسم الكل ، وأول صورة ظهر تعينها فيه صورة العرش المحيط ، وانما قلت في الطبيعة والهباء والجسم الكل انه تعينت معقولية مراتبها ولم أقل ثم ظهرت الطبيعة ولا ثم ظهر الهباء - وكذا الجسم الكل - من أجل ان كل واحد من الثلاثة أمر غيبي كل لا تتعين له صورة في الخارج ، فهو لا يزال غيبا ، والحق سبحانه له الوجود البحت الواحد ، فلا يظهر عنه الا وجود ، ولا يمكن ان يتعلق قدرته بما لا وجود له في غيبه ليكون كذلك ، فان كل معلوم لله ، فهو كذلك ، أي لا وجود له في غيبه ، بل في علم موجده لا غير ، وانما شأن القدرة اخراج الأشياء المعدومة من

51

نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست