التمهيد الجملي وها [1] انا ابتدأ الان بذكر تمهيد جملي ثم اتبعه ببيان الترتيب الوجودي الأصلي على حسب العلم السابق الأزلي . ثم يقع التعريف بجملة من الضوابط الأصلية وأمهات القواعد المهمة الكلية العلية الآلية [2] . ويكون الختام بذكر بعض ما [3] اشتمل عليه حال الانسان الكامل ومرتبته [4] وعلاماته [5] ، فإنه العلة الغائية وصاحب الاخرية ومن [6] برتبته يتعين الأولية ، وهو مجمع البحرين الكوني والرباني ومرآة المقامين الوجوبي والامكاني ، والله يقول [7] الحق وهو يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم .
[1] - لفظة ها حرف تنبيه إشارة اجمالية إلى مقاصد الكتاب وما بين فيه ، قال : هذا الكتاب مرتب على فاتحة قد سبقت وعلى تمهيد جملي وباب وخاتمة ، والغرض من التمهيد الجملي بيان صحة ارتباط العالم بالحق تعالى يذكر فيه أمهات أصول تعلم بها وصحة ارتباط الخلق بالحق تعالى ، مع أنه بذاته ووحدته الذاتية غنى عن العالمين ، ووجه النسبة التي بين الذات والصفات ووجه النسبة التي بين الحق تعالى باعتبار أسماء الصفات وبين تكوين أعيان المكونات ، فجعل في التمهيد الجملي - ش [2] - أي المنسوبة إلى إلقاء الهى بلا واسطة أو بواسطة - ش المهمة العلية الآلية - ج [3] أي بيان سلسلة ترتيب الموجودات على وجه مطابق في علم الله - ش [4] - بالرفع عطف على حال الانسان - ش [5] - بالرفع السابق - ش [6] - لفظ من موصولة عطف على العلة الغائية فحينئذ خبر لان - ش [7] - إشارة إلى أن ما سطر في الكتاب من المطالب والمعارف الحقة التي وردت على قلبه الشريف من الحضرة الجمعية ويستند إلى الالقاء الإلهي لا بتعمل فكري واكتساب نظري . تدبر - ش