نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 7
كتاب فصوص الحكم الذي يمثل خلاصة مذهب ظلَّ يضطرب في صدره نيفاً وأربعين عاماً ، وهو لا يجرؤ على الجهر به في جملته ، ولا يخرجه في صورة كاملة محكمة التأليف إلى أن صاغه آخر الأمر في هذا الكتاب الذي طلع به على الناس فأذهلهم وأثار في نفوسهم الحيرة والشك كما أثار الإعجاب والتقدير . 2 - منزلة الفصوص وأثره ولا مبالغة في القول بأن كتاب « الفصوص » أعظم مؤلفات ابن عربي كلها قدراً وأعمقها غوراً وأبعدها أثراً في تشكيل العقيدة الصوفية في عصره وفي الأجيال التي تلته . فقد قرر مذهب وحدة الوجود في صورته النهائية ووضع له مصطلحاً صوفيّا كاملًا استمده من كل مصدر وسعه أن يستمد منه ، كالقرآن والحديث وعلم الكلام والفلسفة المشائية والفلسفة الأفلاطونية الحديثة والعتوصية المسيحية ، والرواقية وفلسفة فيلون اليهودي ، كما انتفع بمصطلحات الإسماعيلية الباطنية والقرامطة وإخوان الصفا ومتصوفة الإسلام المتقدمين عليه . ولكنه صبغ هذه المصطلحات جميعها بصبغته الخاصة وأعطى لكل منها معنى جديداً يتفق مع روح مذهبه العام في وحدة الوجود ، فخلَّف بذلك ثروة لفظية في فلسفة التصوف كانت عدة متصوفة وحدة الوجود في العالم الإسلامي عدة قرون ، وحولها حامت جميع المعاني التي طرقها كتَّابهم . وما من صوفي إسلامي أتى بعد ابن عربي ، شاعراً كان أم غير شاعر ، عربيّا كان أم فارسيّاً أم تركياً ، إلا تأثر بمصطلحه ، ونطق عن وحي كلمه . ولست أذهب إلى أن هذا المصطلح الفلسفي الصوفي الكامل الذي وضع فيه المؤلف كتاباً خاصاً ، موجود برمته في الفصوص ، فإن فتوحاته المكية الذي هو أعظم موسوعة في التصوف في اللغة
7
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 7