responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 63


ما ذهبنا إِليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم [1] فيهم ، وفي تأبير النخل . فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء وفي كل مرتبة ، وإِنما نظرُ الرجال إِلى التقدم في رتبة العلم با لله : هنالك مطلبهم . وأما حوادث الأكوان فلا تعلق لخواطرهم بها ، فتحقق ما ذكرناه . ولمَّا مثّل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من اللَّبِن وقد كَمُلَ سوى موضع لبنَة ، فكان صلى الله عليه وسلم تلك اللبنة . غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها كما قال لبِنَةً واحدةً . وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤيا ، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويرى في الحائط موضع لبنَتين [2] ، واللَّبِنُ من ذهب وفضة . فيرى اللبنتين اللتين [3] تنقص الحائط عنهما وتكمل بهما ، لبنة ذهب ولبنة فضة . فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين ، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين . فيكمل الحائط . والسبب الموجِب لكونه رآها [4] لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة [5] ، وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام ، كما هو آخذ عن [6] الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة [7] متبع فيه ، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه ، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي [8] به إِلى الرسول . فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء [9] . فكل نبي من لدن آدم إِلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ إِلا من مشكاة خاتم النبيين ، وإِن تأخر



[1] ا : في الحكم
[2] ب : اللبنتين
[3] ن : التي
[4] ن : يراها
[5] ب : الفضية
[6] ا : من
[7] ا : الظاهر
[8] ب : يوحيه
[9] ب م ن : بكل شيء ساقطة .

63

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست