نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 37
ويقدسه بقدر ما يتجلى فيه من صفات الكمال الإلهي التي هي الصفات الوجودية لا فرق في ذلك بين صفات الجمال وصفات الكمال ، ولا بين ما يسمى في العرف أو في الدين خيراً أو شراً ، طاعة أو معصية . فالإنسان الكامل إذن - وهو المرموز إليه بآدم - هو الجنس البشري في أعلى مراتبه لم تجتمع كمالات الوجود العقلي والروحي والمادي إلا فيه . والإنسان الكامل ، وإن كان مرادفاً للجنس البشري في معظم أقوال ابن عربي ، لا يصدق في الحقيقة إلا على أعلى مراتب الإنسان وهي مرتبة الأنبياء والأولياء . وأكمل هؤلاء على الإطلاق هو النبي محمد [1] ( صلعم ) - لا محمد النبي المبعوث ، بل الحقيقة المحمدية أو الروح المحمدي ، فإنه هو المظهر الكامل للذات الإلهية والأسماء والصفات . ومن هنا كانت طبيعته ثلاثية فردية . فهو الفرد الأول الذي تجلى الحق فيه ، وأول الأفراد الثلاثة ( الفص المحمدي ) . ويشرح ابن عربي الصلة بين الإنسان والله ، وبين الإنسان والعالم ، مبيناً منزلة الإنسان من الوجود العام فيقول : إن الله تعالى لما أوجد العالم كان شبحاً لا روح فيه ، وكان كمرآة غير مجلوة . فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم ، فكان آدم عين جلاء تلك المرآة وروح تلك الصورة . ( الفص الآدمي ) : يريد بذلك أن الله تعالى أوجد في العالم لكل صفة من الصفات الإلهية مظهراً من مظاهر الوجود ، ولكن العالم الذي تجلت فيه تلك الصفات فرادى على هذا النحو لا تتجلى فيه الحضرة الإلهية الأسمائية والصفاتية ولا الوحدة الوجودية بتمامها . فكان كمرآة غير مجلوة ، أو كجسم لا روح فيه . لهذا خلق الله الإنسان ليكون جلاء تلك المرآة وروح ذلك الجسم ، لأنه وحده الذي
[1] راجع وصفاً مطولًا لأفضلية محمد على سائر الخلق وأسبقيته في الوجود في الفتوحات ج 2 ص 97 .
37
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 37