responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 33


ويثني على الحق وما درى أنه يثني على نفسه ، لأن إله المعتقد من صنعه - والثناء على الصنعة ثناء على الصانع . ولو عرف هذا المعتقد حقيقة الأمر ، وأن غيره ما عبد إلا الحق في صورة خاصة من صور الاعتقاد ، أي لو عرف قول الجنيد وقد سئل عن الله فقال : « لون الماء لون الإناء » - لو عرف كل ذلك ما أنكر على غيره ما يعبده ، لأن ذلك الغير يظن - ولا يعلم - أن معبوده هو الله ، والله تعالى يقول : « أنا عند ظن عبدي بي » أي إنني لا أتجلي لعبدي إلا في صورة معتقده الخاص . وإله المعتقدات يسعه القلب لأنه محصور محدود ، أما الله من حيث هو فلا يسعه شيء ، لأنه عين كل شيء وعين ذاته ، ولا يقال في الشيء إنه يسع ذاته أو لا يسعها .
فعلى الرغم من قوله بوحدة الوجود وتصريحه بأن الحق والخلق حقيقة واحدة لا تمايز بينهما إلا في وجوب الوجود الذي هو للحق خاصة ، يعبد ابن عربي ذلك الحق ويعشقه . ولكن العبادة لها عنده معنى يختلف عما يفهم الناس منها عادة في العرف الديني . فالمعبود عنده هو الجوهر الأزلي القديم المقوم لجميع صور الوجود ، والعابد هو الصورة المتقومة بهذا الجوهر . فكل صورة من الصور ناطقة بألوهية الحق ، وكل معبود من المعبودات وجه من وجوه . أياما تولوا فثم وجه الله ، وأياما تعبدوا فإنكم لا تعبدون سواه . قال تعالى : « وقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه » . يقول ابن عربي : حكم وقدر أزلًا أنكم لا تعبدون غير الله مهما تكن صور معبوداتكم .
وأرقى أنواع العبادة وأحقها بهذا الاسم في نظره هو التحقق بالوحدة الذاتية بين العابد والمعبود : أي التحقق ذوقاً بأنك أنت هو وهو أنت : أنت هو من حيث صورتك ، ومن هنا كان لك الافتقار والإمكان : بل العدم الذاتي . وهو أنت بالعين

33

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست