نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)
والباطن عن نفسه ، وهو المسمى بأسماء جميع المحدثات » ( الفص الإدريسي ) . فالأمر حيرة في حيرة ، واحد في كثرة ، وكثرة مردها إلى واحد ، وأضداد تجتمع في حقيقة واحدة ، وحقيقة واحدة لا تُعْرف إلا بقبولها الأضداد ! ولكن هذه حيرة الجهال . أما الواقفون على سر الحقيقة ، العارفون بوحدة الوجود فلهم حيرة أخرى ، هي حيرة الذين يرون الحق في كل مجلى ويقرون به في كل صورة ، فحيرتهم إنما هي في تنقلهم الدائم مع الحق في الصور . 12 - التنزيه والتشبيه اقتضى هذا الموقف من ابن عربي أن ينظر إلى العين الوجودية الواحدة من وجهين وأن يصفها بصفتين ، سمى الأولى تنزيهاً والأخرى تشبيهاً ولو أنه يغلب جانب التنزيه على جانب التشبيه أحياناً ويعكس الأمر أحياناً أخرى حسب مقتضيات أحواله . ففي موضع يبالغ في التشبيه إلى حد يكاد يصطبغ معه مذهبه بصبغة مادية ، كقوله وهو ( أي الحق ) هو المسمى بأسماء جميع المحدثات ، وكقوله في مناقشة نظرية الأشاعرة في الجوهر والأعراض إن الحق ليس إلا ذلك الجوهر الذي تكلموا عنه ، وإن تجليات الحق في مظاهر الوجود ليست سوى أعراض ذلك الجوهر وأحواله ( الفص اللقماني ) . وفي موضع آخر يبالغ في التنزيه إلى حد ترتفع معه كل مناسبة بين الحق والخلق كأن يقول : « إذ لا يصح أن يعرف من علم التوحيد إلا نفي ما يوجد في سواه سبحانه ، ولهذا قال : « لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ » ، و « سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ » فالعلم بالسلب هو العلم با لله تعالى [1] . ولكن صفتي