responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 28


ظل إذا نظرت إليه من حيث عينه وباطنه وجوهره المقوِّم له ( الفص اليوسفي ) وهو نَفَس الرحمن الذي تفتحت فيه صور الوجود من أعلاه إلى أسفله ، إذ أن نفس الرحمن يحتوي صور جميع الموجودات بالقوة كما يحتوي نفس الإنسان بالقوة جميع ما يصدر عنه من حروف وكلمات .
ولكن الخلق ( عالم الظاهر ) في تغير مستمر وتحول دائم أو قل هو على الدوام في خلق جديد . أما الحق فهو على ما عليه كان منذ الأزل ويتكلم ابن عربي عن خلق العالم ، ولكنه لا يقصد به إيجاد العالم من العدم ولا إحداثه في زمان معين ، وإنما الخلق عنده هو ذلك التجلي الإلهي الدائم الذي لم يزل ولا يزال ، وظهور الحق في كل آن فيما لا يحصى عدده من الصور . وهذا الظهور مع كثرته ودوامه لا يتكرر أبداً ، لأن نسبة الذات الإلهية إلى كل صورة من صور الوجود غير نسبتها إلى الصور الأخرى . وتتفق هذه الفكرة في ظاهرها مع نظرية الأشاعرة القائلين بأن العالم متشابه بالجوهر مختلف بالأعراض ، وأن العرض الواحد لا يبقى زمانين ، بل تختلف الأعراض على الجوهر الواحد في كل لحظة . ولذا كانت الموجودات في مذهبهم في تغير مستمر مع بقاء جوهرها ثابتاً لا يتغير . وهذا مشابه لما يسميه ابن عربي بالخلق الجديد . ولكنه يخطئ الأشاعرة في أنهم لم يقولوا إن الحق ( الله ) هو ذلك الجوهر وإن مجموعة الصور والنسب التي يسمونها الأعراض هي الخلق ( العالم ) بل راحوا يفترضون جواهر فرده في ذلك الجوهر العام ، وهذه الجواهر بحسب تعريفهم مجموعة من الأعراض إلا أن لها وجوداً قائماً بنفسه من حيث إنها عين ذلك الجوهر القائم بنفسه ، ولكنها من حيث هي أعراض لا تقوم بنفسها ، فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه وهذا خلف ( الفص الشعيبي ) . الحق في نظر ابن عربي هو روح الوجود وهو صورته الظاهرة ، وكل قول يشعر بالاثنينية يتنافى مع مذهبه .

28

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست