نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 186
جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا [1] ما لا يستقل العقل بإدراكه ، وما يُحِيلُه [2] العقل رأساً ويُقِرُّ به في التجلي [3] . فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حَارَ فيما رآه : فإن كان عبد رب رد العقل إليه ، وإن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه [4] . وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية [5] محجوباً عن نشأته الأخروية في الدنيا . فإن العارفين يظهرون هنا [6] كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها ، والله تعالى قد حوَّلهم في بواطنهم في النشأة الأخروية ، لا بد من ذلك . فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك . فما من عارف با لله من حيث التجلي الإلهي إلا وهو على النشأة الآخرة : قد حشر في دنياه ونشر في قبره ، فهو يرى ما لا ترون ، ويشهد ما لا تشهدون ، عناية من الله ببعض عباده في ذلك . فمن أراد العثور على هذه الحكمة الإلياسية الإدريسية الذي أنشأه الله نشأتين ، فكان نبياً قبل نوح ثم رفع ونزل رسولًا بعد ذلك ، فجمع الله له بين المنزلتين فلينزل عن حكم عقله إلى شهوته ، ويكون حيواناً مطلقاً حتى يَكْشِفَ ما تكشفه كل دابة ما عدا الثقلين ، فحينئذ يعلم أنه قد تحقق بحيوانيته . وعلامته علامتان الواحدة هذا الكشف ، فيرى من يعذب في قبره ومن ينعم ، ويرى الميت حياً والصامت متكلماً والقاعد ماشياً . والعلامة الثانية الخرس بحيث إنه لو أراد أن ينطق بما رآه لم يقدر فحينئذ يتحقق بحيوانيته . وكان لنا تلميذ قد حصل له هذا الكشف غير أنه لم يحفظ عليه الخرس فلم يتحقق بحيوانيته . ولما أقامني الله في هذا المقام تحققت بحيوانيتي تحققاً كلياً ، فكنت أرى وأريد النطق
[1] ب : فيما [2] « ا » و « ن » : تخيله [3] ب : التجلي الإلهي [4] الهاء في إليه عائدة على الرب ، وفي حكمه عائدة على العقل [5] ب : الدنيا [6] ب : حسياً .
186
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 186