responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 184


الكثير بالصور [1] ، الواحد بالعين . وكالإنسان : واحد بالعين بلا شك . ولا نشك [2] أن عَمْراً ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجوداً . فهو وإن كان واحداً بالعين ، فهو [3] كثير بالصور والأشخاص . وقد علمت قطعاً إن كنت مؤمناً أن الحق عينه يتجلى يوم [4] القيامة في صورةٍ فيعْرَف ، ثم يتحول في صورة فينكر ، ثم يتحوَّل عنها في صورة فيعْرَف ، وهو المتجلِّي - ليس غيره - في كل صورة . ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى : فكأنَّ العين الواحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عَرَفَه فأقرَّ به . وإذا [5] اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره . فالمرآة عين واحدة [6] والصور كثيرة في عين الرائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة ، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه : فالأثر الذي لها كونها تُرَدُّ الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض ، فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها . وإنما كانت هذه التغيرات [7] منها لاختلاف مقادير المرائي : فانظر في المثال مرآة واحدة من هذه المرايا ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرك من حيث كونه ذاتاً : فهو غني عن العالمين ، ومن حيث الأسماء الإلهية فذلك الوقت يكون كالمرايا : فأي اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو من نظر ، فإنما يظهر في الناظر حقيقة ذلك الاسم : فهكذا هو الأمر إن فهمت . فلا تجزع ولا تخف فإنَّ الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية ، وليست الحية سوى نفسك . والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة . والشيء لا يقتل [8] عن نفسه . وإن أفسدت الصورة في الحس



[1] ا : الصور من غير الباء
[2] ن : ولا شك
[3] الضمير عائد على الإنسان
[4] ا : في يوم
[5] ب : فإذا
[6] ب : واحد
[7] ب : التعبيرات .
[8] ب : يعقل .

184

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست