responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 182


يتمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ولا تشبيه عن تنزيه : قال تعالى « لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ » فنزَّه وشبَّه ، « وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » فشبه . وهي أعظم آية تنزيه نزلت [1] ، ومع ذلك لم تخل عن التشبيه بالكاف . فهو أعلم العلماء بنفسه ، وما عبَّر عن نفسه إلا بما ذكرناه . ثم قال « سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ » وما يصفونه إلا بما تعطيه عقولهم . فنزه نفسه عن تنزيههم إذ حدوده بذلك التنزيه ، وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا . ثم جاءت الشرائع كلها بما تحكم به الأوهام . فلم تُخْلِ عن صفة يظهر فيها . كذا قالت ، وبذا جاءت . فعملت الأمم على ذلك فأعطاها الحق التجلي فلحقت بالرسل وراثةً [2] ، فنطقت بما نطقت به رسل الله « الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَه » [3] . « فا لله أعلم » موجَّه : له وجه بالخبرية إلى رسل [4] الله ، وله وجه بالابتداء إلى أعلمُ حيث يجعل رسالاته . وكلا الوجهين حقيقة فيه ، ولذلك قلنا بالتشبيه في التنزيه وبالتنزيه في التشبيه . وبعد أن تقرر هذا فنرخي الستور ونسدل الحجب على عين المنتقد والمعتقد ، وإن كانا من بعض صور ما تجلى فيها [5] الحق . ولكن قد أُمِرْنا بالستر ليظهر تفاضل استعداد الصور ، وأن المتجلي في صورة بحكم استعداد تلك الصورة ، فينسب إليه ما تعطيه حقيقتها ولوازمها لا بد من ذلك : مثل من يرى الحق في النوم ولا ينكر هذا وأنه لا شك الحق عينه فتتبعه لوازم تلك الصورة وحقائقها التي تجلى فيها في النوم ، ثم بعد ذلك يعبَّر - أي يجاز - عنها إلى أمر آخر يقتضي التنزيه عقلًا . فإن كان الذي يعبرها ذا كشف وإيمان [6] ، فلا يجوز عنها إلى تنزيه فقط ، بل يعطيها حقها في التنزيه ومما ظهرت فيه .



[1] ب : ساقطة
[2] ا : وارثة
[3] « ب » و « ن » : رسالاته
[4] ن : رسول
[5] ا : فيهما
[6] « ب » و « ن » : أو إيمان .

182

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست