نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 14
وإن ما شعر به أيوب لم يكن ألم المرض الذي ابتلاه الله به ، بل ألم عذاب الحجاب والجهل بالحقائق ، أو يقول في الفص الموسوي إن المراد بقول فرعون « لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ من الْمَسْجُونِينَذ لأجعلنك من المستورين لأن السين من أحرف الزوائد ، فإذا حذفت من سجن بقيت « جن » ومعناها الوقاية والستر ، وفي قوله ( في الفص نفسه ) « إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ » معناه مستور عنه علم ما سألته عنه . وكقوله في تفسير الآية « قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ الله ، الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَه » إن في الإمكان أن نجعل « رسل الله » مبتدأ خبره الله ( الثانية ) فيكون معنى الآية : وقالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي ( أي الرسول ) : رسل الله هم الله ، هو أعلم حيث يجعل رسالته ! وعماده في كل ذلك أنه يتكلم بلسان الباطن ، الذي هو في الحقيقة لسان مذهبه ، ويترك الظاهر الذي يعبر عن عقيدة العوام . فهو يقابل دائماً بين هذين اللسانين كما يقابل بين العقل والذوق : العقل الذي هو لسان الظاهر ، والذوق الذي هو لسان الباطن . ثم إنه يتمشى مع القرآن في تسلسل آياته في القَصَص ، متبعاً طريقة التأويل التي أشرنا إليها : يخرج من القصة ثم يعود إليها ثم يخرج منها ثم يعود إليها ، شارحاً ، معلقاً ، متفلسفاً ، شاطحاً أحياناً ، مستطرداً في أغلب الأحيان . وكثيراً ما يكون استطراده لمناسبات لفظية بحتة ، كما تكلم في الفص المحمدي عن الطيب الوارد في الحديث « حُبِّب إلي من دنياكم ثلاث النساء والطيب إلخ » فجره ذلك إلى الإفاضة ، في ذكر الطَّيِّب ( ضد الخبيث ) من الأفعال والأشياء : أي الحسن والقبيح منها ، ثم عرض لمشكلة الخير والشر وحقيقة الشر ومنزلته من الوجود العام . وكما جره
14
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 14