نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 139
سويّا تخيلت أنه بشر يريد مواقعتها ، فاستعاذت با لله منه استعاذة بجمعية منها ليخلصها الله منه لما تعلم أن ذلك مما لا يجوز . فحصل لها حضور [1] تام مع الله وهو الروح المعنوي . فلو نفخ فيها في ذلك الوقت على هذه الحالة لخرج عيسى لا يطيقه أحد لشكاسة خُلقِه لحال أُمِّه . فلما قال لها « إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ » جئت « لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا » انبسطت عن ذلك القبض وانشرح صدرها . فنفخ فيها في ذلك الحين [2] عيسى : فكان جبريل ناقلًا كلمة الله [3] لمريم كما ينقل الرسول كلام الله [4] لأمته ، وهو قوله [5] « وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْه » . فسرت الشهوة في مريم : فخُلِقَ جسم عيسى من ماء محقق من مريم ومن ماء متوهم من جبريل ، سرى [6] في رطوبة ذلك النفخ لأن النفخ من الجسم الحيواني رطبٌ لما فيه من ركن الماء . فتكوَّن جسم عيسى من ماء متوهم وماء محقق ، وخرج على صورة البشر من أجل أُمه ، ومن أجل تمثل جبريل في صورة البشر حتى لا يقع التكوين في هذا النوع الإنساني إلا على الحكم المعتاد [7] . فخرج عيسى [8] يُحْيِي الموتى لأنه روح إلهي ، وكان الإحياء لله [9] والنفخ لعيسى ، كما كان النفخ لجبريل والكلمة لله . فكان إحياء عيسى للأموات إحياء محققاً [10] من حيث ما ظهر عن نفخه كما ظهر هو عن صورة أُمه . وكان إحياؤه أيضاً متوهماً [11] أنه منه وإنما كان لله . فجمع بحقيقته التي [12] خلق عليها كما قلناه أنه مخلوق من ماء متوهم وماء محقق : ينسب إليه الإحياء بطريق التحقيق [13] من وجه وبطريق التوهم
[1] في المخطوطات الثلاثة : حضوراً تاماً وفي جميع الشروح حضور تام . [2] ا : الوقت [3] ا : + تعالى [4] ا : + تعالى [5] ا : + تعالى [6] ن : بل سرى [7] ب : + « فإن تكوين عيسى كان في هذا النوع » [8] ا : + عليه السلام [9] ا : + تعالى [10] ن : ساقطة - ا : محقق [11] ا : متوهم [12] « ب » و « ن » : لحقيقته باللام [13] ب : التحقق .
139
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 139