نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 103
يظهر الظل فيكون كما بقي من الممكنات التي ما ظهر لها عين في الوجود . « ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْه دَلِيلًا » وهو اسمه النور الذي قلناه ، ويشهد له [1] الحس : فإن الظلال لا يكون لها عين بعدم النور . « ثُمَّ قَبَضْناه إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً » : وإنما قبضه إليه لأنه ظله ، فمنه ظهر وإليه يرجع الأمر كله [2] . فهو هو لا غيره . فكل ما ندركه [3] فهو وجود الحق في أعيان الممكنات . فمن حيث هوية الحق هو [4] وجوده ، ومن حيث اختلاف الصور [5] فيه هو أعيان الممكنات . فكما لا يزول عنه باختلاف الصور اسم الظل ، كذلك لا يزول باختلاف الصور اسم العالم أو [6] اسم سوى الحق . فمن حيث أحدية كونه ظلا هو الحق ، لأنه الواحد الأحد . ومن حيث كثرة الصور هو العالم ، فتفطن وتحقق ما أوضحته لك . وإذا كان الأمر على ما ذكرته لك فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي ، وهذا معنى الخيال . أي خيِّل لك أنه أمر زائد قائم بنفسه خارج عن الحق وليس كذلك في نفس الأمر . الا تراه في الحس متصلًا بالشخص الذي امتد عنه ، ويستحيل عليه الانفكاك عن ذلك الاتصال لأنه يستحيل على الشيء الانفكاك عن ذاته ؟ فاعرف عينك ومن أنت وما هويتك وما نسبتك إلى الحق ، وبما أنت حق وبما أنت عالمٌ وسوى وغيرٌ وما شاكل هذه الألفاظ . وفي هذا يتفاضل العلماء ، فعالم وأعلم . فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغيرٍ وكبيرٍ ، وصافٍ وأصفى ، كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج [7] يتلون بلونه ، وفي نفس الأمر لا لون له . ولكن هكذا تُراه . ضَرْب مثال
[1] ب ون : لها [2] ب : + وإليه يرجع ، وإليه يرجع الأمور كله . [3] ا : تدركه بالتاء [4] ن : فهو [5] ب : صور [6] ب : و ، وفي الجملة تقديم وتأخير في ا [7] ب : بالزجاج . ن فالزجاج
103
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 103