نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 101
إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)
أبناءه عن ذلك الكيد وألحقَه بالشيطان ، وليس إلا عين الكيد ، فقال : « إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ » أي ظاهر العداوة . ثم قال يوسف بعد ذلك في آخر الأمر : « هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا » أي أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال ، فقال [1] النبي محمد صلى الله عليه وسلم : « الناس نيام » ، فكان قول يوسف : « قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا » بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها . ولم يعلم أنه في النوم عينه ما بَرح ، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا [2] ورأيت كأني استيقظت وأوَّلها بكذا . هذا مثل ذلك . فانظر [3] كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال : « هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا » . معناه حساً أي محسوساً ، وما كان إلا محسوساً ، فإن الخيال لا يعطي أبداً [4] إلا المحسوسات ، غير ذلك ليس له . فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم . وسأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله فنقول : اعلم أن المقول عليه « سوى الحق » أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص ، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس [5] ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل : حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل : كان الظل معقولًا غير موجود في الحس ، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل . فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان
[1] ب ون : فقال له النبي [2] ن : كذا وكذا [3] ساقطة في ن [4] ب : أحداً - ومن قوله « وما كان » إلى قوله « المحسوسات » ساقط في ن [5] ن : الحق
101
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 101